أخي الأكبر سبب مشاهدتي للأفلام الإباحية

منذ 1 سنة 227

أخي الأكبر سبب مشاهدتي للأفلام الإباحية


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/5/2023 ميلادي - 15/10/1444 هجري

الزيارات: 43



السؤال:

الملخص:

فتى صغير أراه أخوه عضوَه على سبيل المزاح؛ ما دفعه إلى مشاهدة أفلام إباحية للشواذ، وأصبح يمارس العادة يوميًّا، وهو يسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا فتًى في الرابعة عشرة من عمري، بسبب بعض الأولاد وأخي الأكبر، صرت أشاهد الأفلام الإباحية الخاصة بالشواذ، فأخي وإن كان لا يشاهد هذه الأشياء، لكنه كان يمزح معي فأراني عضوَه، وأنا بدافع من الفُضُول والاستكشاف صرت أشاهد هذه المحرمات، وأدمنتُ على العادة السرية، وأصبحتْ لي عادة يومية، أتوب وأندم، ولكني لا ألبث أن أعودَ، أحاول أن أمنع نفسي، ولكن لا أستطيع، مع العلم أني أصلي الصلوات الخمس، وأقرأ الأذكار، ولكن بلا جدوى، فماذا أفعل؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتك هو:

١- تقول: إنه بسبب بعض الأولاد وأخيك، أدمنت مشاهدة إباحيات الشذوذ الجنسي.

٢- وأن أخاك كشف لك عن عورته المغلظة مازحًا.

٣- وأنك بعدها راودتك نفسك الأمَّارة بالاطلاع على العَوْرَات، عن طريق أفلام ومواقع الشذوذ الجنسي.

٤- وأنك بعدها اشتعلتْ شهوتُك الجنسية، فأدمنت على فعل العادة السرية مرة يوميًّا.

٥-وتقول: إنك تندم وتتوب في كل مرة، وتحاول أن تمنع نفسك منها، ولكنك لا تستطيع تركها، بل تعود إليها.

٦- وتقول: إنك محافظ على الصلوات الخمس، وعلى الأذكار، ومع ذلك تمارس العادة السرية.

ثم تقول: ماذا أفعل؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: يبدو من ثنايا رسالتك وشكواك المُرَّة أنك ولد صالح، وفيك خير كثير، ولكن مجالستك لبعض من لا خلاقَ لهم أضرَّتك ضررًا عظيمًا، لذا فاجتنب أمثال هؤلاء قدر استطاعتك.

ثانيًا: قلتَ: إن أخاك أطلعك على عورته مازحًا، وهذا أمر مستهجنٌ جدًّا، ولا يحصُل عادة أبدًا من إنسان سويٍّ عاقل، ولا يُعقل المزاح فيها أبدًا، وعليه أن يتوب إلى الله سبحانه من اطلاعه لك على عورته، وما سبَّبه لك من المعاصي.

ثالثًا: وكذلك ما حصل منك من اطلاع على مواقع الإباحية والشذوذ، وما تبِعَها من معاصٍ عليك أن تكثر التوبة منها والاستغفار بصدقٍ، وإذا علِم الله منك صدق التوبة، قبِلها، ومهما تكرر الذنب، كرِّر التوبة، ولا تيئَس أبدًا من رحمة الله سبحانه؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

رابعًا: تأمل كثيرًا الآية التالية وأقوال العلماء فيها؛ لتزداد فرحًا بفضل الله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17].

قال المفسرون: "كلُّ مَن عمِل معصية، فقد عمِلها وهو جاهلٌ، وكل من تاب قبل الموت، فقد تاب من قريبٍ".

ولكن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت، ولذا عليه المبادرة للتوبة وتكرارها دائمًا، مع قوة الثقة بالله سبحانه وحسن الظن به.

خامسًا: ومن تمام توبتك وصدقها هجرُك مطلقًا كل وسيلة، قد جرفتك للمعاصي، أو قد تجرفك، ومن ذلك توبتك الصادقة من ولوج مواقع العفن الشذوذي والجنسي التي النظر فيها يزيد الشهوة اشتعالًا؛ فهو مثل البنزين والكيروسين إذا صُبَّا على النار، أحرقت من فيها ومن حولها؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

سادسًا: واعلم - رحمك الله - أن الله سبحانه عندما نهى عن الزنا، ما قال: ولا تزنوا، وإنما قال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

ليعم النهيُ الزنا، وكل ما قد يقرب إليه من نظر وخلوة وغيرها.

سابعًا: ومما يُشجعك أكثر على الاستمرار في التوبة وعدم اليأس من رحمة الله سبحانه، مهما تكررت المعاصي، تأمل الأحاديث التالية والعمل بها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى قَالَ: ((أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ، اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ].

وعنه رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَجَاءَ بِقومٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّه تَعَالَى، فيَغْفر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم]، وعن أَبي أَيُّوبَ خَالِدِ بنِ زيدٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلقًا يُذنِبونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم].

ثامنًا: استمر - رعاك الله - في محاولة منع نفسك من العادة السرية، ومما يعينك على تركها الأمور التالية:

١- معرفة عظمة الله سبحانه من خلال أسمائه الحسنى وصفاته العلا؛ كما قال عز وجل: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، فإيمانك الجازم بأن الله سبحانه سميع بصير يردعك عن المعصية، وإن عصيت عجَّل لك التوبةَ.

٢- كثرة الدعاء بصدق ويقين؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

٣- كثرة الاسترجاع.

٤- مجاهدة نفسك على ترك المعصية؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

٥- إشغال فراغك بما ينفعك في دينك ودنياك.

٦- اجتناب الوحدة والتقليل من إغلاق غرفتك عليك.

٧- طلب العلم النافع.

٨- الإكثار من العبادات التي تقوي الإيمان والتقوى؛ مثل: الصلاة وتلاوة القرآن والصيام.

تاسعًا: فإذا عملت بما سبق، فأنت - بمشيئة الله - ستحصل على أمرين أو أحدهما، وهما: الإعانة على ترك المعصية، ومغفرة ما قد وقع، وما قد يقع منها.

عاشرًا: يبدو واضحًا من شكواك المُرَّة، وأنت في هذا العمر أنك شاب تقي نقي، يتوسم فيك الخير الكثير مستقبلًا لك وللمسلمين، ولكن أهل الشر شوَّشوا على فطرتك السليمة، لذا أُوصيك أن تستفيد من عنصر الخير العظيم الكامن فيك، بالعمل بكل ما يزيدك علمًا وتقًى وصلاحًا، وأن تُلازِمَ أهل العلم والفضل والصلاح، وأن تترك من لا خيرَ فيهم.

حفِظك الله، وزادك هدًى وتقًى، وصلاحًا وثباتًا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.