استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 30/9/2024 ميلادي - 27/3/1446 هجري
الزيارات: 18
♦ الملخص:
سائلة مصاب بوساوس مرضية، تهجم عليها أفكار تمس العقيدة، وتوهمها أنها تقع في الكفر، وهي تسأل: هل تُؤاخذ بمثل هذه الأفكار؟
♦ التفاصيل:
في حالة الوسوسة المرضية، ما يفعل صاحبها؛ فهو لا سلطان له يؤاخذ به؟ فإذا استحضر المصاب بالوسواس بعض الأشياء منها مخالفات في العقيدة؛ كالأغاني أو أفلام الكرتون، وتكلم بها، أو تفاعل معها، لكنه مُنْكِرٌ لها بقلبه، فهل يكون هذا الشخص قد وقع في الكفر الأكبر؟ وإذا هجمت عليه أمورٌ تمس العقيدة، فهل تعد وسوسة لا تضر؟ وهل يكون في حكم الْمُكْرَهِ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كل ما ذكرتِهِ يقع تحت الأفكار الوسواسية، وهي لا تضر طالما لم يصدر نتيجة عنها أي سلوك، ومعظم الناس يتعرضون لمثل هذه الأفكار بشكل متكرر، ولكنهم لا يتأثرون بها؛ لأنهم لا يعطونها اهتمامًا.
لكن من يعطيها اهتمامًا هم بعض الشخصيات ذات الميول الوسواسية؛ ولذا فإنها تشغل بالهم، وقد تؤثر في سلوكهم.
وأفضل علاج للأفكار الوسواسية هو التوقف مع الاستعاذة بالله، وهذا خلاصة العلاج السلوكي في علم النفس المعاصر؛ وقد بيَّنه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك، فليستعذ بالله ولْيَنْتَهِ))؛ [متفق عليه].
ولنعلم أن الإنسان تمر به آلاف الأفكار كل يوم، ومعظمها أفكار سخيفة أو غير منطقية، فلو توقف عندها، وأخذ يدقق فيها جميعًا، ويتحقق منها، لضاع عمره قبل ذلك.
وهذه الأفكار تتكاثر، كلما كان الإنسان فارغًا أو وحيدًا، وأفضل طريقة للخلاص من ضغطها أن يكون لدى الإنسان أهداف عملية، ومشاريع وأنشطة يومية تشغل وقته، وتكون لها نتائج إيجابية مفيدة.
وأكرر لكِ مرة أخرى: إن تلك الأفكار التي تشتكين منها لن تؤثر فيكِ، ومحاولتك الاحتياط والتحرز لن تبعدها عنكِ، بل هي مظهر من مظاهر سيطرتها عليكِ؛ لذا حاولي ألَّا تلتفتي إليها، واعملي على أن يكون لك برنامج يومي مفيد، يشغل وقتكِ عن التفكير، وفي حال إلحاحها عليك خصِّصي لها ساعة محددة في اليوم، تناقشينها مع نفسكِ باستخدام ورقة وقلم؛ لتُميِّزي منها الأفكار السخيفة، والأفكار غير المنطقية، التي يجب أن تتخلي عنها، واجعلي تلك الساعة في نفس الوقت كل يوم لمناقشة تلك الأفكار، ولا تتجاوزيها، فإذا انتهت الساعة فتوقفي عنها، وإذا جاءتكِ في أي وقت من اليوم، فحدِّثي نفسكِ بضرورة تأجيلها إلى تلك الساعة التي حددتِها.
وإذا كنتِ تعانين من ضغط شديد وقلق من تلك الأفكار، فقد تحتاجين إلى مراجعة عيادة نفسية؛ لتصف لك دواء مضادًّا للقلق لفترة محددة، حتى تتجاوزي أزمتك.
نسأل الله لكِ العافية.