في مفاجأة أثارت استياء المستهلكين، قفزت أسعار البيض في الولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق، مسجلة 6.23 دولار للكرتونة، رغم توقعات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بانخفاضها.
وحسبما ذكرت «أسوسيتد برس» الارتفاع الذي أعلنه مؤشر أسعار المستهلك، أمس (الخميس)، جاء على الرغم من تراجع أسعار الجملة وهدوء تفشي أنفلونزا الطيور في مزارع البيض، ما يضع ضغطا إضافيا على الأسر والشركات الأمريكية قبيل عيد الفصح المرتقب في 20 أبريل الجاري.
وكان الخبراء يراهنون على انخفاض الأسعار بعد تراجع أسعار الجملة في مارس، لكن خبيرة الاقتصاد الزراعي بجامعة أركنساس جادا طومسون أوضحت أن هذا الانخفاض جاء متأخرا جدا، ولم تنعكس آثاره على أسعار التجزئة بسبب بطء استجابة المتاجر.
وقالت «أسوسيتد برس»: في يناير وفبراير الماضيين تسببت أنفلونزا الطيور بذبح 30 مليون دجاجة بياضة، ما رفع الأسعار إلى 4.95 دولار ثم 5.90 دولار للدزينة (طبق البيض)، لكن في مارس، اقتصر الذبح على 2.1 مليون طائر، دون أي تأثير على مزارع البيض، ما يجعل الارتفاع الحالي لغزا محيرا.
وذكر تقرير «أسوسيتد برس» أن المزارع التي تضررت سابقا تكافح لاستعادة الإنتاج، إذ تحتاج الدجاجات الجديدة إلى 6 أشهر لوضع البيض.
وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، انخفض عدد الدجاج البياض إلى 285 مليونا من 315 مليونا قبل التفشي، مما قلص الإمدادات بشكل كبير.
وأضافت أنه منذ بدء الأزمة، ذُبح 168 مليون طائر، معظمها دجاج بياض، لمنع انتشار المرض، ما جعل مزارع البيض الكبرى تفقد ملايين الطيور دفعة واحدة.
من جانبه، حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نسب انخفاض أسعار الجملة إلى سياساته، مشيدا بوزيرة الزراعة بروك رولينز، قائلاً: «أسعار البيض كانت تتصاعد، والآن لدينا وفرة بأسعار أقل»، لكن الخبراء يرون أن خطته لتعزيز حماية المزارع لن تحل الأزمة بسرعة.
واستوردت وزارة الزراعة 4 ملايين دزينة بيض في فبراير، لكن تجار البيض صدّروا 7.6 مليون دزينة مستغلين الأسعار المرتفعة، ما زاد الطين بلة.
«رولينز» قللت من الارتفاع، متوقعة انخفاضا قريبا مع انحسار ذروة الطلب بعد عيد الفصح، لكن الأسعار تباينت إقليميا، حيث وصلت إلى 6.34 دولار في كاليفورنيا و4.97 دولار في نبراسكا.
فيما تواجه شركة «كال-مين فودز»، التي تهيمن على 20% من السوق، تحقيقا من وزارة العدل الأمريكية بسبب أرباحها الضخمة البالغة 508.5 مليون دولار، ما أثار شكوكاً حول التلاعب بالأسعار.
ومع اقتراب عيد الفصح، لجأ البعض إلى البيض البلاستيكي للحرف اليدوية، حيث أعلنت «مايكلز» ارتفاع مبيعات أطقمها بنسبة 20%.
وفي البيت الأبيض، أصر ترمب على استخدام بيض حقيقي في فعالية «تدحرج البيض»، رغم تكلفتها العالية.