هل أترك العمل مع والدي؟

منذ 1 يوم 11

هل أترك العمل مع والدي؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/1/2025 ميلادي - 15/7/1446 هجري

الزيارات: 38


السؤال:

الملخص:

شابٌّ يعمل مع والده منذ تسع سنوات، وقد اعتاد والده العملَ معه، لكنَّ ذلك الشاب ملَّ عمله؛ فراتبه ضئيل، ومسؤولياته تزداد، فقرر أن يترك عمله إلى عمل آخر، ولا يدري كيف يقنع والده؛ فقد اختبر ردَّ فعل والده، فأحس أنه صُدِم، فكيف إذا قرر الانتقال فعلًا، ويسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في السابعة والعشرين من عمري، أعمل أنا ووالدي في مجال الصيانة، في مدرسة حكومية، نعمل أجيرَينِ؛ أي نتقاضى معاشًا ثابتًا نهاية كل شهر، نعمل معًا في نفس المكان منذ تسع سنوات، منذ سنتين بدأت أشعر بالملل من هذا العمل؛ إذ نعمل ساعاتٍ طويلة براتب منخفض، ولا يوجد أيُّ تقدُّمٍ في هذا العمل، تزوجت منذ سنتين، في منزل إيجار، وأدفع شهريًّا نحو نصف راتبي إيجارًا للمنزل، والآن لديَّ طفلٌ، وزادت المصاريف الشهرية، ولم يعد راتبي يكفي؛ فلذا قررتُ أن أتعلَّم مهنةً، وأنتقل لعمل آخر؛ لعلي أحصل على راتبٍ أفضلَ، وبفضل الله تعلمت مهنة فحص السيارات السنوي للتأكد من سلامة وأمان المركبة، وجاءني عرضٌ من أحد مراكز فحص السيارات للعمل لديه، براتب أفضلَ من راتبي في عملي الحالي، المشكلة أن والدي اعتاد على العمل معي؛ نذهب ونعود معًا، ولا أدري كيف أخبره بعملي الجديد، وقد قمتُ مرة أو مرتين باختبار ردة فعل والدي تجاه العمل الجديد، وشعرت أنه صُدِمَ من هذا الخبر، ولولا أني مضطر لَما تركته، فكيف أُقْنِعُ والدي بالانتقال للعمل الجديد، والإنسان لا تأتيه الفرص كل يوم؟ وشكرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمن الطبيعي بعد هذه الملازمة في العمل سنوات طويلة أن ينزعج والدك، ولكن لستَ مُلزمًا شرعًا بالبقاء مع والدك في جهة عمله، ما دمتَ وجدتَ جهةً أفضلَ لك، وليس في ذلك عقوق له، ولكي تتلافى انزعاج والدك، فعليك بالآتي:

أولًا: الدعاء بشرح صدره للقَبول.

ثانيًا: بعد الدعاء إفهامه بغرضك من الانتقال، وأن فيه مصلحةً ظاهرة لك.

ثالثًا: فإن لم يقتنع، فلعل أحد المقربين إلى قلبه من أعمامك أو غيرهم أن يقنعه بذلك.

رابعًا: الاستمرار قدر الاستطاعة في الذهاب به لعمله وإعادته منه.

خامسًا: إن تيسَّر نقله معك للعمل الجديد، ولو في عمل بسيط، فهذا طيب جدًّا.

سادسًا: الاستمرار في برِّه والإحسان إليه قدر الاستطاعة معنويًّا وماليًّا، ولو بشيءٍ بسيط؛ فلعله بعد ذلك أن يُحِسَّ بقيمة عملك الجديد، ويشجعك عليه، أو على الأقل ينصرف عن الاعتراض عليه.

حفِظك الله، ووفقك لكل خير، ووفَّق والدك لتشجيعك على الخير.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.