تزوجت مطلقة كنت أحبها

منذ 2 أيام 26

تزوجت مطلقة كنت أحبها


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/2/2025 ميلادي - 20/8/1446 هجري

الزيارات: 35


السؤال:

الملخص:

رجل تزوج من امرأة مطلقة كان يحبها، لها ولد من زوجها السابق، كثرت بينهما المشاكل بسبب ابنها ذاك، والآن تريد منه أن ينقل من المحافظة التي بعمل بها، إلى المحافظة التي يسكن فيها أهلها، وفيها مدرسة ابنها، وهو لا يستطيع ذلك، ويرى أن العِشْرَةَ بينهما استحالت، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

تزوجت منذ سنتين بامرأة مطلَّقة، كنت أحبها لسبع سنوات، لديها ولد، أرهقتني بالإنفاق عليه، ورُزقت منها بولد، بدأت المشكلة بأن ذهبت إلى أهلها من غير إذني، وقد تطاولت عليَّ بالكلام أمام أهلها، أنا أعمل في محافظة، وهي تسكن مع أهلها في محافظة أخرى، وقد اتفقنا على نقل مدرسة ابنها إلى المحافظة التي أنا فيها، واستأجرنا شقة فيها من أجل المعيشة، ثم فُوجئت بأنها والدتها تخبرني أن ابنتها لن تذهب إلى أي مكان، وأن عليَّ أن أجهز شقتي في المحافظة التي يسكنون فيها، وأن والدها سيُقرضني المال، وأنا لا أريد ذلك، وظروفي في الوقت الحالي لا تسمح بالنقل، كما أن شقتي هذه يسكنها شخص آخر بالأجرة، الآن أنا لا أريد أن أنظر إليها، واستحالت العشرة بيننا؛ لكثرة المشكلات، وأهلها لا يرونها مخطئة قط، ولا أدري ما أفعل، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، حيَّاك الله يا أخي، وأسأل الله أن يوفِّقك لكل خير، وأن يصلح لك زوجتك وذريتك، ولي معك وقفات:

جَعَلَ الله الزواج بين الرجل والمرأة من أجل بناء أسرة متوافقة، يملؤها الحب والسَّكِينة والرحمة، والاستقرار والأمن؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

للحياة الزوجية عدة أركان؛ ومن أهمها الاستقرار الزوجي، والاستقرار في الوظيفة والسكن، وفي التعامل وفي الأخلاق، وهذا يتطلب من الزوجين الاحترام المتبادل، واستشعار المسؤولية، بعيدًا عن الشجار والعناد والصراخ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها آخر))؛ [رواه مسلم]؛ أي: لا يُبْغِض.

أنت - يا أخي - تزوجت المرأة وأنت تعرف أن عندها طفلًا من زوج سابق، وأن هذا الطفل له واجبات ومسؤوليات تجاه الأم، فهل كان بينكما شروط قبل الزواج عن تربيته ودراسته وسكنه؟ فإن كنتَ وافقت منذ البداية على شروطها، فلماذا التضجُّر؟ وأنت تعلم مسبقًا بما سيكون مستقبلًا من ناحية سكنه ودراسته.

أما إذا كانت هذه التطورات جديدة في حياتكم، فلا بد من التفاهم والحوار عنها بهدوء، وهنا يجب النظر لمصلحة الجميع، وأخذ أخفِّ الضررين على الأسرة، ويمكن هنا إدخال بعض المصلحين الموثوقين من أجل التوافق بينكما.

قبل اتخاذ أي قرار، انتبه من تداعياته وسلبياته في المستقبل عليك وعلى الأسرة؛ فمثلًا: انتبه من الديون وأنت تعرف مستقبلًا أنك لا تستطيع السداد، أو النقل عن مكان الوظيفة وأنت تعرف أن هناك صعوبة في النقل، أو حتى في التنقل يوميًّا للذهاب إليها، فكِّر قبل اتخاذ أيِّ قرارٍ.

انتبه من العناد، وحاول ألَّا تخسر زوجتك وأسرتك، وأيضًا انتبه من الحب الأعمى الذي يضيع حياتك ومستقبلك.

أنت أدرى بزوجتك وعائلتها، فإن كنت تحبها وتعرف أخلاقها، وأنها تحبك وتحترمك، وتريد الحياة معك، وأن المشكلة يمكن علاجها بالهدوء، هنا ابتعد عنها قليلًا، وفكِّر في مستقبلك، وحاول الإصلاح بالحوار، وبالتنازل عن بعض الأمور التي تستطيعها.

أما إذا كنت تعرف يقينًا أن هذه أخلاقها معك، وهي لا تحترمك، وتقدم نفسها وأهلها في كل أمر، أيضًا ابتعد قليلًا عنها، وأعطِها فرصة للتفكير، فإن كانت تريد الحياة معك، فإنها ستطلب الحوار معك، وستتنازل عن بعض الأمور التي فيها شقاء للأسرة بأكملها.

أنا لا أقول: إن الحق معك أو معها، ولكن الحياة الزوجية تقوم على الحب والاحترام، والتنازل والتغاضي، ومعرفة كل شخص بمسؤولياته.

أسأل الله العظيم أن يكتب لكما كل خير، وأن يجمع بينكما على طاعته، وأن يصلح قلوبكما ويرزقكما الذرية الصالحة، وصلى الله على سيدنا محمد.