♦ الملخص:
فتاة تابت بعد أن كانت عاصية، واستمرت على ذلك ثلاث سنوات، ثم إنها لم تعد تتأثر بشيء، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة لم أكن ملتزمة وأعصي الله، ثم تبتُ توبة نصوحًا، والتزمتُ، وبدأت أحفظ القرآن، وظللت ثلاث سنوات على هذه الحال، ثم بدأت تطاردني الوساوس، وكانت تزعجني، وكنت أخشى أن يحاسبني ربي بسببها، ثم إنها لم تعد تؤثر فيَّ، وحاليًّا أشعر أن قلبي خالٍ من كل شيء؛ فلا خوف من الله، ولا حبَّ لأطفالي، ولا حزن، ولا فرح، ولا أتأثر بالمواعظ، وصلاتي صارت حركات بلا خشوع، ولا أجد في الدعاء لذة ولا صدقًا، أرشدوني، ما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمشكلتكِ بها إشارات قوية جدًّا لوجود سبب غريب لمعاناتكِ، الله أعلم ما هو؟ هل هو مرض نفسي؟ هل هو سحر؟ هل هو مسٌّ؟ هل هو عين حاسد؟ هل سبق أن استهزأتِ بأحد فابتُليتِ بما فيه؟ هل أذنبتِ ذنوبًا لم تأبهي لها، وكانت سببًا لمعاناتكِ؟ لا أدري، لكن عمومًا وضعكِ غريب جدًّا جدًّا، فعليكِ معالجته بالآتي:
أولًا: أقوى الأسباب هو الدعاء والإلحاح فيه، مع عدم اليأس؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].
ثانيًا: الإكثار من الاستغفار والتوبة بصدقٍ؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]؛ فجعل الله الاستغفار سببًا لتفريج الكرب.
ثالثًا: الإكثار من الاسترجاع.
رابعًا: الصدقة ولو بالقليل.
خامسًا: الرقية الشرعية، وأفضل ما تكون الرقية من نفسكِ أو والديكِ أو زوجكِ؛ فهم الذين يحسون بمعاناتكِ ويخلصون لكِ.
سادسًا: قد تحتاجين لطبيب نفسي.
سابعًا: مجاهدة نفسكِ على الصلاة والتلاوة والذكر والدعاء، ولو لم تجدي خشوعًا ولا لذة أثناءها حاليًّا، فستجدينها إن شاء الله مستقبلًا، خاصة إذا أكثرتِ من التوبة والاستغفار؛ لأن الذنوب تُقسي القلوب.
ثامنًا: إن كنتِ قد استهزأتِ بأحد، فتوبي إلى الله، واستسمحي منه.
حفظكِ الله، وجمع لكِ بين الأجر والعافية.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.