♦ الملخص:
شابة في الثلاثينيات، فقدت بكارتها في صغرها؛ لعدم وعيها بالأمر، والآن بعد أن كبرت، ظلت وحيدة، وتزوجت صديقاتها، وفقدت جمالها، ولم يعُد يتقدم إليها أحد، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا شابَّة في الثالثة والثلاثين من عمري، موظفة، فقدتُ بكارتي في صغري؛ لطيشي وعدم درايتي بأهمية الأمر، وقد تقدَّم إليَّ الكثيرون؛ لأخلاقي وجمالي، ومع ذلك لما كبرت بقيت وحدي، وتزوجت كل صديقاتي، وفقدتُ جمالي، وتغيرت ملامحي، ولا أحد يتقدم إليَّ الآن.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله يا أختي، وأسأل الله العظيم أن يفتح لكِ أبواب خيرِهِ ورزقِهِ، وأن يرزقكِ زوجًا وذرية صالحة مباركة، ولي معكِ وقفات:
• من طبيعة البشر أن يقع في الخطأ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون))؛ [أخرجه الترمذي]، سواء كان الخطأ كبيرًا أو صغيرًا، لكن المشكلة هي الاستمرار على الخطأ.
• من رحمة الله على عباده أنْ جَعَلَ بابَ التوبة مفتوحًا، فالإنسان العاصي إذا تاب توبة صادقة، تاب الله عليه، وأبدل سيئاته حسناتٍ، وجَعَلَه من الفالحين؛ كما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ [القصص: 67]، وكفى بفضل التوبة شرفًا فَرَحُ الرب بها فرحًا شديدًا؛ فعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبدِهِ من أحدكم، إذا استيقظ على بعيره، قد أضلَّه بأرضٍ فَلَاة))؛ [رواه مسلم].
• إذا وقع الإنسان في الخطأ، فعليه أن يُصْلِحه ويعالجه، ولا يتركه حتى تبقى آثاره كالسيف الْمُسْلط عليه، خاصة إذا كان يستطيع إصلاحه، ولا يؤثر إصلاحه سلبًا في الآخرين؛ لذا يا أختي أنصحكِ بالذهاب إلى الطبيبة، وعمل رقعة للبكارة، بعد سؤال المتخصصين من علماء الشرع والطب.
• التخلص من ذكريات الماضي، سواء أكانت صورًا أو رسائلَ أو هدايا، أو أي شيء يذكركِ به، وفتح صفحة جديدة مع النفس.
• احرصي على تطوير ذاتكِ من الناحية الشرعية والعلمية والثقافية؛ بحضور بعض الدورات، ومجالس العلماء، وزيارة الصالحين والمتميزين.
• الحرص على الصحبة الصالحة، والابتعاد عن صحبة السوء؛ فالصحبة الصالحة تعينكِ على الطاعة، وتُعرِّفكِ على الصالحين، خاصة من يرغب في الزواج.
• الستر على نفسكِ، فلستِ مُجبَرة على ذِكْرِ الأحداث الماضية، خاصة أنه لا دليل على ذلك، أما إذا كان هناك دليل، فانتبهي من ذكر التفاصيل، وإنما ذِكْر الحادثة بإجمال، كأن تقولين: إنكِ تعرَّضتِ للتحرش وأنتِ صغيرة، وإنكِ كنتِ مُجْبَرَة.
• الحرص على العمل التطوعي، ومشاركة الفرق التطوعية في مساعدة الناس، فهذه لها أثر كبير في نفسكِ، ويعطيكِ طاقة إيجابية، وفيها أجر كبير عند الله، ولعلَّ دعوةً صالحة من مُحتاج أو محتاجة تُغيِّر حالكِ إلى أحسن حال.
• لا تيأسي أو تقنطي من رحمة الله، فالله سبحانه إذا عَلِمَ صدقَ نيتكِ وتوبتكِ سيجعل لكِ بعد عسرٍ يسرًا؛ كما قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]، والمعنى: أن ما من شدة إلا وسيأتي بعدها رخاء، فلا تيأسي؛ وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
• الدعاء الصالح والحرص عليه في الخَلَوات، والأوقات والأماكن المباركة، التي يُرجى فيها استجابة الدعاء؛ كالدعاء في جوف الليل، وبعد الصلوات، وعند الإفطار بعد الصوم.
• ابتعدي عن هذه الوساوس، وإذا زادت عليك، فاحرصي على الاستشارة من المتخصصين الموثوقين، وحاولي تغيير مكانكِ إذا جاءتكِ مثل هذه الأفكار، ولا تنسَي استخدامَ الماء بالشرب أو الاغتسال، مع المحافظة على ذِكْرِ الله والتعوُّذ من الشيطان.
أسأل الله العظيم أن يفرِّج عنكِ كربتكِ، وأن يشرح صدركِ لطاعته، وأن يرزقكِ الذرية الصالحة، وصلى الله على سيدنا محمد.