استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 6/5/2024 ميلادي - 27/10/1445 هجري
الزيارات: 18
♦ الملخص:
امرأة تحكي أن طفلها صاحب السنوات الخمس أخبرها بحبِّه عورات معلمته وزملائه، وهي تسأل: كيف أتعامل معه؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا امرأة متدينة، أربِّي أبنائي على الدين والالتزام، فوجئت بابني ذي السنوات الخمس يقول لي: إنه يحب جميع العورات؛ عورات معلمته وزملائه بناتٍ وأولاد، خِفتُ من مقالته، ولا أدري كيف أتعامل معه، كيلا يفكِّر في هذا الأمر مرة أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، الأمين الكريم، رسول الصدق والسلام والعفة؛ أما بعد:
فقد قال المثل يا عزيزتي: (كل إناء ينضَح بما فيه)، فأطفال هذا الزمن أفسدهم الهاتف، وقلة الرقابة، وانشغال الآباء بأنفسهم، وأسهل طريقة تشغل الطفل، وتصرفه عن والديه هي الهاتف، فصار مع كل طفل هاتف، وهدية النجاح هاتف، وأوقات الترفيه والنزهات لا تتم إلا بالهاتف، وكلنا يعلم أن مهما كانت الرقابة قوية، فالإعلانات إجبارية وكلها فساد، إن لم يؤمن الوالدان أن أولادهم في غابة يجب إشغالهم طوال الوقت بما ينفع، فالعاقبة خطيرة جدًّا، وبالطبع ابنك – الحمد لله – ما زال صغيرًا، وما زال إلهاؤه سهلًا، لكن المشكلة إذا كبِر على النمط نفسه، فمن يحوِّل فكره وقتها؟
عمومًا بعيدًا عن التوسع في المشكلة، لا تقلقي فابنكِ طبيعي، فهو غالبًا رأى مشهدًا فجذب فضوله، والممنوع مرغوب، فصار يتتبع الصورة التي رآها فيمن حوله من الناس، فعليكِ الآن تزكية نفسه، وشَغْلَ ذهنه، اجذبيه للعب الحركيِّ بدلًا من الهاتف والتلفاز والآيباد، رغِّبيه في الرياضة، حفِّظيه القرآن الكريم والشعر، امتدحيه دائمًا بأن التقدم في هذه الأمور سيجعله بطلًا في البيت والمدرسة والشارع، تابعي بعض القنوات التربوية التي تأخذين منها برامج للارتقاء بالطفل، وعلِّميه عقيدته وادمجيه في صحبة صالحة من أترابه في العائلة، باختصار: اشغليه حتى ينسى الصورة الذهنية التي تكوَّنت لديه، واجعلي فضوله حول شيء متاح، وحفزيه للتقدم فيه.
أصعب تحدٍّ يواجه الإنسان الآن هو التربية؛ لأن اليوتيوب الآن وألعاب الشاشات هي التي تربِّي، فانحسر دور الجدِّ والشارع والمدرسة وحلَّ محلَّ كل هذا الهاتف وما عليه من شياطين الإنس والجن، وهناك برامج حماية خاصة بالأطفال يمكن تنزيلها على أجهزة البيت كلها، اجتهدي وربكِ سبحانه لن يضيع عملكِ، ولا شكَّ أن الدعاء والاستغفار والصدقة جزء من عقيدتنا في مواجهة الأزمات، مع الأخذ بالأسباب، وأهم هذه الأسباب دمج الطفل مع صحبة من أهله، بعيدة عن الشاشة، وغرس العقيدة في نفسه، وأهم مبدأ عقدي له هو (الله يسمعني، الله يراني).
كثِّفي له القصص حول ذلك، وربكِ الكريم لن يُضِل من أراد طريقه، لا تنشغلوا، ثم تصرخوا: أولادَنا أولادنا.
• لا تغفُلي عن الشفاء والهدى والرحمة والنور، وكلها في القرآن، فيه كل الخير بحول الله، فأخْذُهُ بركة، وتركه حسرة، رغِّبيه فيه، وحاوطيه بالرعاية وبأبنائنا الطيبين؛ فالمحيط الاجتماعي مهم جدًّا جدًّا؛ وصدق نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يقول: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً))؛ [رواه البخاري ومسلم].
أصلح الله ولدك وأولاد المسلمين.