سرعة القذف والطلاق

منذ 1 سنة 346

سرعة القذف والطلاق


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/12/2022 ميلادي - 11/5/1444 هجري

الزيارات: 26



السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة تريد الطلاق؛ لأن زوجها لا يعينها على العبادة، ولأن لديه سرعة قذف وضعفًا شديدًا، ولم تَعُد تحتمل، أيضًا يتسم بالشك، ولا تخرج من بيتها إلا بمشقة، وتسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تتلخص فيما يلي:

أولًا: زوجي لا يعينني على طاعة الله، وأصبحت مهملة في أمور ديني منذُ أن عرفته، وأخشى إن بقيتُ معه أن أخسر ديني وعباداتي، وأحيانًا يكون سببًا في تقصيري في العبادات، ولا سيما أنه يطلب مني الجماع وقت العبادات أحيانًا، فأطيعه أحيانًا، وأرفض كثيرًا، ولا يهتم لأمر صلاتي أبدًا.

ثانيًا: عنده ضعف جنسي شديد، وسرعة قذف، ومنذ أول يوم في زواجنا لم أرضَ عن وضعه الجنسي، وأصبتُ بخيبة أملٍ، ومع ذلك صبرت عليه سنين، ولم يستطع – حتى الآن - إيصالي إلى الشبع الجنسي أو تحقيق رغبتي في الاستعفاف، بل دائمًا يطلب مني أن أقوم أنا بفعل الجماع، وغالبًا ينتهي بالفشل الذريع؛ بسبب سرعة القذف، وعدم استمرار الانتصاب، ومن ثَمَّ ألجأ إلى العادة السرية لإفراغ الشهوة، وذلك بعد الجماع الفاشل في كل مرة، حاولت إقناعه مرارًا وتكرارًا أن يذهب لطبيب متخصص للبحث عن علاج، لكنه لم يهتم، أصبحت أنام في غرفة وحدي.

ثالثًا: لا يهتم بصحتي ولا بصحة أبنائي؛ فكثيرًا ما يرفض مراجعاتنا للمستشفى، ويفتعل المشاكل للرفض.

رابعًا: أتعبني نفسيًّا بكثرة الشكوك والوساوس، وبسبب ذلك منعني من التواصل مع الصديقات، ومن تبادل الزيارات، حتى إنني أصبحت أتلعثم في الكلام بسبب عدم اختلاطي بالناس، وقلة الكلام.

خامسًا: في السنتين الأخيرتين أصبح تعامله معي سيئًا جدًّا حتى إنه يدعو عليَّ، ويتلفظ كل يوم بألفاظ نابية، ولم يعد يحتمل أبناءه.

سادسًا: أنا أعاني من عصبية شديدة جدًّا؛ بسبب الكبت والحرمان من كثير من رغباتي، فلا نذهب للتنزه أو التسوق إلا بصعوبة، ولا أذهب لأي مكان إلا بعد مشاكل وخلافات، أخبرني أنه مستعدٌّ أن يطلقني، ولكنه قال لي: إنه سيجعلني أندم، ولن أتزوج بعده رجلًا أبدًا، فهل يجوز لي شرعًا أن أطلب الطلاق، بعد كل هذه المعاناة والصبر عليه على مدى سنوات؟ لأنني استنفدت جميع طاقتي وصبري معه، لم أعد أحتمل أكثر من هذا، أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد أختي الغالية:

فقد أحزنني كلامكِ كثيرًا؛ فقد جُعل بلاؤكِ في زوجكِ، وهذا والله ثقيل، لكن الله عزَّ وجل عليم خبير، بر كريم، مدبر ودود، هو معكِ، يسمع ويرى؛ فلا تبتئسي، وكوني معه سبحانه في مناجاة دائمة، ودعاء متصل، وسيجعل لكِ مخرجًا بلا شك.

نأخذ الأمر خطوة خطوة، فمن الواضح أنكِ منفعلة، وقد عظَّم الشيطان الأمور في عينكِ، وأغلق أمامكِ الحلول الإيجابية لكثير مما تعانين.

1- يؤخرني عن الصلاة ولا يطلبني إلا في وقتها.

أنت امرأة، ولستِ ملزمة بمسجد ولا جماعة، وهذا من رحمة الله، وكل فرض يمكن صلاته خلال ساعة من وجوبه أو أكثر؛ فلا تضخمي الأمر، أما كونه لا يعينكِ، فالتكليفات منوطة بكِ أنتِ، ولو تخيلنا أنه يرفع صوته عليكِ لأجل تأدية الصلاة في أول وقتها، لقلتِ: يكاد يكرِّهني في الصلاة؛ لشدة إلحاحه وحرصه، فاجعلي يقينكِ أن الفرائض لا أحد مسؤول عنها غير صاحبها؛ فهي تكليف مباشر من ربكِ لكِ، وكل منا سيقابل الله فردًا، نعم، الزوج الملتزم معين كبير لزوجته، ولكن إن لم يتوفر، ما العمل؟ علينا أنفسنا، لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا؛ ولهذا خفف الله الصلاة من خمسين إلى خمس، والصيام شهر واحد، يشارككِ فيه الوطن كله، فالحمد لله أن يسَّر لنا الفرائض، أما النوافل، فطاعة الزوج والحرص على قوام البيت يعدلها في الأجر، وأنت مأجورة، نحسبكِ من الصالحات بإذن الله.

فلا تهملي صلاتكِ بسببه، وخذي الرخص التي رخص الله بها؛ فإن الله يحب أن تُؤتَى رُخَصُه كما تؤتى عزائمه، واحرصي على تنوع الطاعات؛ حتى يهدأ ضميركِ.

تهرُّبه من الطبيب هذا؛ ربما لكسلٍ هو مطبوع عليه، فحاولي الاستعانة بسائق، أو استخرجي رخصة قيادة إن أمكن ذلك للتعاون فيما بينكم، وأنتِ مأجورة على تربية هؤلاء الصغار، وللأسف تخلِّي الرجل عن مهامه، واستحلاله للتفرغ من أجل لا شيء، سوى الجلوس في الديوانية بلا غاية صار مرضًا عضالًا بين الرجال، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فهذه مشكلة فعلًا، ولكن يمكن حلها بوضع بدائل مناسبة.

مشكلة حرمانكِ من التنزه والشك وعدم القيام على أبنائه، بالإضافة لمشاكل الفراش التي ذكرتِها تجعلني أتوقع أمرين: الأول: أنه مدمن مخدرات أيًّا كان نوعها، وهي التي تسببت في ضعفه الجنسي، وكذلك شكوكه ووساوسه.

الثاني: أنه يعاني من مرض نفسي محدد، سواء كان ملازمًا له قبل الزواج، أو أُصيب به حديثًا، فراقبيه جيدًا إن كان الإدمان وهذا الأرجح، فاستعيني بعقلاء العائلتين، وأجبروه على العلاج، وإن كان مرضًا نفسيًّا، فاستري عليه وأعطيه الأمان، وابدئي معه رحلة علاج لا يعلم به إلا أنتِ وهو والطبيب، فهو زوجكِ وأبو أولادكِ، وبينكما عِشرة، والصبر عليه ومحاولة علاجه واجب عليكِ، وأنتِ تبحثين عن الأجر من الله، وهذا باب عظيم للأجر؛ فاجتهدي، ولن يخذلكِ الله سبحانه.

يعني في الحالتين يحتاج إلى علاج؛ إن كان إدمانًا فاستعيني بأهلكِ وأهله، وإن كان مرضًا نفسيًّا، فاجعليها بينكما.

شعوره بضعفه وثقته أنكِ غير راضية عنه يعتبر مصدرًا قويًّا لشكوكه فيكِ؛ فلا تشعريه كثيرًا بضعفه، ولا تشعريه بأنه ليس على مستوى طموحكِ، وأن الأمر غير مركزي عندكِ، حتى لو كذبًا، سيقل شكُّه، وربما يختفي، وسوف تنتعش صحته وربما يتعافى؛ فشعوره أنه مهزوم في عينكِ يزيده ضعفًا وهزيمة.

لا تهجري فراشه أبدًا؛ فهذا يزيد الجفوة، ويورث الكراهية، ويدفع لمزيد من الضياع، فكونه بغرفة مستقلة سيفتح له ذلك المجال لزيادة انزلاقه فيما هو فيه، سواء أكان مرضًا نفسيًّا أو إدمانًا أو إباحيات، لا تهجري فراشكِ أبدًا.

نأتي لأهم نقطة (الطلاق)، أنا لست ضد الطلاق، ولست معه، ولكن كل حالة توزن بوزنها.

ابحثي عن أصل مشكلته، واستمعي للأطباء، وسَلِي نفسكِ، أي الحالين أفضل لي ولأولادي واحتياجاتي؟ ما القرار الذي أعيش به في بيئتي، وبين أهلي ومجتمعي؟ واختاري الأنفع لسلامتكِ النفسية والبدنية.

رأيي الشخصي: إن كان مدمنًا لا أمل فيه، تطلَّقي ويكون في ضميركِ أنه طلاق علاجي، لا تتزوجي بعده لمدة عام، فإن استفاق وتعالج عودي إليه، وإلا فيبدلكِ الله خيرًا منه، وإن لم يكن إدمانًا، فالصبر عليه أنفع من الطلاق؛ لأن مشاكله بالنسبة للرجال مقبولة، بل شائعة، وما تعانين منه غالب البيوت تعاني منه، سواء علمتِ ذلك أم لم تعلمي، ومَن ستتزوجينه بعده لن يكون أفضل حالًا منه في ناحية تحمل المسؤولية.

فقط كوني حاسمة، واستعيني بعقلاء العائلتين يوقفوه عند حدِّ الأدب؛ فلا يهينكِ، ولا يسبكِ، وكوني صريحة مع نفسكِ، أنتِ معه تعانين من ضعفه، فماذا عنكِ إن تطلقتِ ولم تتزوجي خاصة مع وجود طفلين؟