♦ الملخص:
فتاة دعت الله أن تفترق صديقتها عمن تحب، وتسأل: هل دعاؤها صحيح؟
♦ التفاصيل:
صديقتي ارتبطت بشابٍّ، ونصحتها كثيرًا، ولم تأخذ بكلامي، فدعوت اللهَ أن تفترق عن الشخص التي ارتبطت به خوفًا عليها، فهل عليَّ من إثمٍ؟ وهل سيستجيب الله لدعائي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد:
فيا بنتي الطيبة، أسعدتني رسالتكِ، وسرَّ خاطري سؤالكِ؛ أكد لي أنه مهما زاد الخبث، فهناك ثلة مؤمنة تتصل بالله، وتحاسب نفسها على ما دَقَّ وجَلَّ من الأعمال.
كونكِ تؤمنين بسوء هذا الشخص، وتتأكدين من ذلك، وتنصحين لها بذلك، فهذا عمل عظيم، والنصيحة حق للمؤمن على المؤمن، فجزاكِ الله خيرًا.
وكونها لم تستمع لنصحكِ، فربما هي تنقاد لعاطفة ما، أو أنها تعلم عنه ما لا تعلمين، أو لها أسبابها؛ فلْنَدْعُ الله بدعاء محايد؛ وذلك لأننا لا نعلم الغيب؛ كأن نقول: اللهم إن علمت بينهما خيرًا، فاجمع بينهما على خير، وإن علمت بينهما شرًّا، ففرقهما وقدر الخير لكل منهما؛ فالدعاء بالخير أولى من الدعاء بما نريد؛ لأننا مهما علمنا، فعلمُنا قاصرٌ، والله يعلم الغيب، وبيده مقاليد السماوات والأرض.
إن شاء الله لستِ آثمة؛ لأنكِ بدعائكِ ترجين لها الخير بحسب علمكِ أنتِ، ولم تكن نيتكِ نية سوء والله يحاسب على القلوب، ولكن دعيني أوجه لكِ نصيحة في هذا الشأن: الإلحاح في النصح يثير الريبة في نفس الطرف الآخر؛ فانصحي مرة واحدة أو اثنين، ثم قولي: اللهم قدِّر الخير، وتجاهلي الأمر؛ لأن زميلتكِ تلك أو غيرها من الممكن أن تفسر الأمر أنه غَيرة منها، وليس حبًّا فيها، فلا تفرطي، وكوني معتدلة، لا إلحاح ولا تقصير في حق الصداقة بالنصح المناسب.
وفَّقكِ الله وصديقتكِ للزوج الصالح الذي يعينكما على أمر دينكما ودنياكما.