أريد الهداية لإخوتي

منذ 3 ساعة 10

أريد الهداية لإخوتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/2/2025 ميلادي - 7/8/1446 هجري

الزيارات: 21


السؤال:

الملخص:

شابة مَنَّ الله عليها بالهداية، وقلبها يتفطَّر على حال إخوتها؛ إذ تريد لهم الاستقامة على طريق الله عز وجل، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شابَّة في الأربعين، تكمن مشكلتنا في بيتنا؛ إذ منذ وفاة والدينا لا شيء يستقيم لنا؛ لا زواج، ولا رزق، ولا استقامة، خاصة إخوتي، أما أنا فقد مَنَّ الله عليَّ بالهداية منذ مدة، لكني أريد لإخوتي أن يكونوا مستقيمين في دينهم وصلاتهم، وطلب العلم والتفقُّه في دينهم، وأن يكونوا مرتاحين ماديًّا ومعنويًّا، ولا شيء يكدِّر صفوهم، فهل ما نحن فيه بسبب العين والحسد والسحر؟ وما الواجب علينا فِعْلُه لتخطِّي هذه الأزمة؟ والله إن قلبي يتفطَّر على إخوتي؛ لأني أعلم أن السبيل الصحيحة هي الاستقامة على كتاب الله وسنة رسوله، وأسألكم الدعاء لي ولإخوتي بتيسير الزواج والرزق والهداية، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله يا أختي، وأسأل الله العظيم أن يثبتكِ على طاعته، وأن يصلح أسرتكِ، وأن يباركِ لكم فيما رزقكم، وأنصحكِ بالآتي:

الهداية والرجوع إلى الله نعمة عظيمة، وحاجة ضرورية، وهي طريق إلى السعادة والنجاة والفلاح، ومن أعانه الله على الهدى، كان من المتقين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص كثيرًا على طلب الهداية من الله سبحانه، ويُلِحُّ بالدعاء إليه؛ جاء عنه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك الْهُدى والتُّقى، والعَفاف والغِنى))؛ [رواه مسلم]، وجاء في صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال: ((سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهمَّ ربَّ جَبْرائيلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهْدِني لِما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))؛ لذا احرصي على الدعاء الصالح ولا تيأسي.

يا أختي، ابتعدي عن التشاؤم وتفاءلي بالخير، فإن الشؤم يعطي الإنسان شعورًا سلبيًّا عن نفسه وعن غيره، وهو من أعمال الجاهلية؛ كما حكى الله عن قوم فرعون في القرآن الكريم بقوله: ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131]؛ لذا ينبغي عليكِ أن تتفاءلي، وتظنِّي في الله الخير، وأنه سيهديهم ويصلحهم.

أعِينِيهم على فِعْلِ الخيرات؛ مثل: كفالة اليتيم، وجبر الخواطر، ومساعدة المحتاجين، والمحافظة على الصلوات في المسجد؛ لأن المداومة على فعل الطاعات ومساعدة الناس من أهم أسباب الهداية.

ومن أسباب الهداية مرافقةُ الصالحين، وتَرْكُ الفاسدين؛ لذا فذكِّريهم بأهمية مصاحبة الأخيار، وحضور مجالس العلم والخير، وأنهم عَونٌ لهم في الدنيا والآخرة، وأن الفاسدين طريقهم كله سوء وشرٌّ في الدنيا والآخرة.

مجاهدة النفس بتركِ المنكرات، والابتعاد عن أماكنها وأصحابها، والصبر والاحتساب على ذلك؛ قال ابن بطال: "جهاد المرءِ نفسَه هو الجهاد الأكمل؛ قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النازعات: 40]، ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة".

عليكِ بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم صباحًا ومساء، حافظي عليها، واطلبي من إخوتكِ الحفاظ عليه، فإنها حصنٌ بإذن الله من السَّحَرة والشياطين.

أسأل الله العظيم، ربَّ العرش العظيم أن يَقَرَّ عينكِ بصلاح وهداية أسرتك، وأن يرزقكِ زوجًا وذرية صالحة، وصلى الله على سيدنا محمد.