دراسة الإلحاد طلبا للعلم

منذ 3 أيام 23

دراسة الإلحاد طلبا للعلم


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/12/2024 ميلادي - 22/6/1446 هجري

الزيارات: 33


السؤال:

الملخص:

فتاة تطلب العلم الشرعيَّ، وتدرس الإلحاد في محاولة لإثبات عكس ما يقوله الملحدون، لكنها تجد صعوبة في ذلك، وهذا الأمر أصابَها بوسواس يُلح عليها بأفكار إلحادية في كل حين، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا طالبة علم شرعي، أدرس الإلحاد، وهم يشككون في وجود الله عز وجل، وأنا أحاول إثبات عكس الفكرة ما أتعبني جدًّا، والآن أعاني الوسواس القهري؛ إذ تأتيني الفكرة في كل وقت وحين، فما العمل؟

الجواب:

نسأل الله لكِ التوفيق في طلبكِ العلمَ، ومن طبيعة الدخول في أي مجال من العلم أن يتعرض البعض لِما يسمَّى بالهوس المعرفي؛ حيث يستولي موضوع دراسته على أفكاره، وعلى كثير من أنشطته اليومية.

وإذا كنتِ تتعرضين لأفكار وسواسية في موضوع بحثكِ، فحاولي أن تتجنبي الموضوعات التي تثيرها، وهنا ينبغي أن تركزي على ما يُثبِّت عقيدتكِ، وتجنَّبي ما يقودكِ لأية أفكار وسواسية تُشكِّك فيها؛ لذا ركزي على ما يتعلق ببناء العقيدة، دون دراسة ما يتعلق بالإلحاد؛ حتى تتجاوزي هذه المرحلة.

ومما يساعدكِ ويثبت يقينكِ بإذن الله، حين تركِّزين دراستكِ على العقيدة وأصولها التماسكُ والتناغمُ بين أجزائها؛ فكلُّ جانب فيها يصدق الجانب الآخر حتى يؤكد بعضها بعضًا، ويقودكِ كل ذلك الانسجام والتماسك إلى تحقيق العبودية، ومشاهدة صدق ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة؛ مما يُعطيكِ بَرَدَ اليقين.

ومن إشكاليات بعض الشباب حين طلبهم للعلم البحث في الشبهات والردود، وهم لم يحقِّقوا أصول الاعتقاد والإيمان، وهذا ما يُوقِع بعضهم في إشكاليات مشابهة لِما تعانين منه، لكنهم مع تصحيح مسارهم تزول عنهم بإذن الله.

لأن الشابَّ إذا أقبل على الإيمان وطلب العلم، تسلَّط عليه الشيطان بالوساوس؛ ليصرفه عن العلم والإيمان، وكلما زاد المسلم في طلب العلم، زاد الشيطان في وسوسته.

والعلاج في اتِّباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان وطلب العلم، وذلك مما يساعد الإنسان، ويُريحه من معاناة الوسواس.

وهنا بعض النصائح التي ستفيدكِ بإذن الله:

1- ركزي على دراسة العقيدة وأصولها، دون البحث في الشُّبُهات.

2- إذا جاءكِ الوسواس فقولي: آمنت بالله وبرسله.

3- استعيذي بالله من الشيطان عند ورود الوسواس.

4- توقفي عن الانجرار مع الأفكار الوسواسية، وغيِّري نشاطكِ الذي تمارسينه، ولا تبقَي فارغة؛ لأن الفراغ يعطي الوسواس مساحةً للضغط والتوسع.

5- ذكر بعضهم أن ترديد ألفاظ الأذان للصلاة مفيد لطرد الوسواس؛ لأن الشيطان يهرُب حين يسمع النداء.

6- مع كثرة ضغط الوسواس قد تحتاجين إلى تعلُّم الاسترخاء بالتنفس، فهو يساعد على خفض التوتر الذي ينتج عن ضغط الوساوس.

7- تجنَّبي الوحدة والفراغ للتقليل من مساحة الوساوس.

8- لا تُتابعي أيَّ موضوع يناقش الشُّبهات، أو يثيرها في وسائل التواصل، وركِّزي على أصول العقيدة، وعلى السنن اليومية وتعلُّمها.

9- تذكَّري أن الوساوس أفكار تتكاثر بالانسياق معها، وتتوقف بالانصراف عنها، وكلما مارستِ نشاطًا بدنيًّا، تضاءلت شدَّة الأفكار.

10- أهم خطوة يمكن أن تقومي بها هي الالتجاء إلى الله بالدعاء والمحافظة على الأذكار، وعلى الصلاة والسنن اليومية.

وختامًا أسأل الله عز وجل أن يعينكِ ويعصمكِ من الشيطان الرجيم.