خطيبي يقارن بيني وبين أخواتي

منذ 1 سنة 413

خطيبي يقارن بيني وبين أخواتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2022 ميلادي - 16/5/1444 هجري

الزيارات: 56



السؤال:

الملخص:

فتاة ثلاثينية خطبها رجل ذو خلق ودين، وميسور الحال، قبِلته، لكنه سألها عن مواصفات أخواتها الشكلية؛ كأنه غير مقتنع بجمالها، فكرهته، ولا تريد أن تكمل معه، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا فتاة في الثلاثين من عمري، تمت خِطبتي خطبة غير رسمية؛ حيث طلب الرؤية الشرعية ونحن ما زلنا في مرحلة التعارف، خطبني رجل لديه جميع الصفات التي أتمناها في الزواج؛ فهو ذو خلق ومتدين، وميسور الحال، المشكلة أنه عند مكالمتي له عبر الهاتف - ونحن في مجتمع منفتح قليلًا؛ حيث يستطيع الخاطب رؤية خطيبته أكثر من مرة، ومكالمتها عبر الهاتف، ولكن بحدود، وبموافقة الأهل - كان يسألني عن أخواتي، ومن منهن طويلة، وكأنه غير قانع بي، ويريد أن يختار من الأفضل بيني وبين أخواتي حسب الجمال، فلما رأيت منه هذا التردد، غضِبت وواجهته، لأن بنات الناس ليست لُعبة، يخطب الأولى، ثم يقول أريد رؤية أختك الثانية، وكيف يظن أن أختي وأهلي سوف يوافقون عليه، بعد أن طلبني أنا بالاسم وقد رآني أنا؟ حاليًّا أنا مترددة، هل أكمل مع هذا الرجل أو أتركه؟ ولقد بيَّن لي أنه يريد أن يكمل معي، وأنه جادٌّ عندما غضبت، ولكني كرهته، إذ كيف أتزوج شخصًا يفكر بأخواتي؟ بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

١- خطبكِ رجل فيه كل الصفات التي ترغبين فيها، خاصة الدين والخلق.

٢- سألكِ عن أخواتكِ، ومن منهن الطويلة.

٣- غضبت من هذا السؤال، وفهمتِ منه أنه غير مقتنع بشكلكِ، ومتردد في الزواج منكِ، ويفكر في الزواج من إحدى أخواتكِ، بل وطلب رؤية إحداهن.

٤- ولما صارحتِهِ بغضبكِ من ذلك، أخبركِ بأنه جاد في خطبتكِ، وراغب في الزواج منكِ.

٥- لكن تقولين: كرهتِهِ بسبب تفكيره بأخواتكِ.

٦- وأخيرًا تقولين: إنكِ مترددة، وتسألين: هل تكملين معه أم تتركينه؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: يبدو لي مما ذكرتِهِ عن هذا الخاطب أنه جاد في خطبته لكِ، وما حصل منه من سؤال عن أخواتكِ، وطلب رؤية إحداهن؛ لعل ذلك حصل بسبب تشويش من صويحبات يوسف من قريباته اللاتي ذكرن له مواصفات أخواتكِ، وأنهن أكثر جمالًا وطولًا منكِ؛ لذا أرى أن تحسني الظن به، وألا يمتلئ قلبكِ عليه غيضًا وحنقًا.

ثانيًا: مما يقطع الشك لديكِ فيه أن تتأكدي منه مباشرة بسؤال صريح، وأنه إن كان له رغبة في إحدى أخواتكِ، فستنسحبين من الموضوع، راجيةً لهم التوفيق.

ثالثًا: أفهميه بشكل حازم أنه لا يمكنكِ أبدًا الارتباط بمن هو متردد فيكِ، أو يفكر في غيركِ، وأن ذلك خطير جدًّا على مستقبلكما ومستقبل ذريتكما.

رابعًا: بعد ذلك كله إن لمستِ منه صدقًا وجدًّا، ففوِّضي الأمر لله سبحانه تفويضًا تامًّا بالاستخارة المتجردة من كل هوًى، مستحضرةً أنكِ تسألين الله الخيرية لكِ وله، فإن اطمأن قلبكِ، فتوكلي على الله سبحانه ولن يخيبكِ.

خامسًا: وبعد ذلك إن استمرَّ معكِ التخوف منه، واستمرت نفسكِ في كرهه، أو لم تطمئني لصدقه؛ فلعل في الانصراف عنه خيرًا لكما.

سادسًا: من المهم جدًّا معرفة شخصيته، وأنه ليس ممن يتأثر بسهولة من كلام الناس، وأنه ليس مصابًا بداء الوسوسة والتردد في قراراته؛ لأن من أُصيبوا بهذه الأدواء هم مرضى تعِبوا وأتعبوا من يتعاملون معهم.

حفِظكِ الله، ودلكِ على رشدكِ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.