♦ الملخص:
فتاة عقد عليها ابن عمها، وهو ذو خلق ودين، لكنها كانت تحب ابن عمتها الذي أصبح متزوجًا، وقد استخارت، فتيسر الأمر، ثم استخارت لها أمها، فلم يتيسر الأمر، وهي تسأل: أي الاستخارتين هي خيرة الله لها؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة سعودية في الرابعة والعشرين من عمري، عقدت على ابن عمي الأكبر منذ زمن، وهو صاحب دين وخلق كبير، مشكلتي أنني أحس أنني غير متقبلة له، ليس لعيب ظاهر، وإنما هو - كشخص وظروف - ليس كما كنت أطمح وأتمنى، ودائمًا أتتبع ما لا يعجبني فيه، كما أن هناك شخصًا آخر أحببته (ابن عمتي الذي هو صديق أخي الأكبر)، أعرف عنه الكثير من تفاصيل حياته من أخي وعمتي، أشعر أنه الإنسان الذي أتمناه، كما أنه يطابق كثيرًا من المواصفات التي أريدها، كلما سمعت عنه شيئًا من تقدمه في مسيرته وتخطيطه لحياته، كما كنت أتمنى، أحس بضيقٍ، بيني وبين خطيبي كثير من الاختلافات في بعض الأحلام المستقبلية، تشعرني بالضيق، فكلما حاولت المضي قدمًا أشعر أنني أجبر نفسي، لأنني من بداية الخِطبة لم يعجبني شكله وفكره، لكن الأمور الشرعية والاجتماعية فيها اتفاق، أشعر بتأنيب الضمير؛ فخطيبي يحبني، ابن عمتي الآن متزوج، وفقهما الله، فسختُ الخِطبة مرة بعد أن استخرت الله، فتيسر الأمر، ولكن بعدها دخلت دوامة اكتئاب لمدة، واستخارت أمي لي، ودعتِ الله أن ييسر الخير، فرجعت له، كنت أنوي الذهاب للعمرة والدعاء هناك، لكن لم تتيسر لي في ذلك الوقت، فأي الاستخارتين أو الوضعين هو ما اختاره الله لي؟ أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فقد تمعنت كثيرًا في مشكلتكِ، وتبين لي الآتي:
أولًا: أن كثيرًا مما ذكرتِهِ يمكن التغاضي عنه؛ لأن من طبيعة من لا يعجبه شخص ما أن يكبِّر عيوبه، ويصغر مزاياه، أو لا يراها شيئًا، ولو كانت كثيرة وعظيمة.
ثانيًا: وهنا أمران ذكرتِهما لا يمكن التغاضي عنهما؛ وهما:
الأول: ما ذكرتِهِ من عدم جاهزية خطيبكِ للزواج، وأنه يحتاج لإتمامه أربع سنوات، كيف تنتظر المخطوبة خطيبها أربع سنوات، وقد تزيد عن ذلك، ويتقدم بها العمر، والخطَّاب منصرفون عنها؛ لأنها محجوزة له، ثم في النهاية قد ينصرف هو، أو هي؟!
الثاني: ما ذكرتِهِ من استخارتكِ عدة مرات، وعدم ارتياحكِ له، ثم فسخ الخطوبة ثم العودة له، هذا الخبر يحمل علامات استفهام وتعجب كثيرة وكبيرة، فإما أنكِ غير مرتاحة له حقيقةً، وإما أنكِ مصابة بداء التردد والوسوسة، وأيًّا كان منهما الصحيح، يبقى الأمر فيه مخاطرة بحياتكِ وحياته الزوجية.
ثالثًا: أما تعلقكِ بابن عمتكِ، فهو قاصمة الظهر؛ لأنه لم يتقدم لكِ وتزوج وسعد مع زوجته، فالتعلق به ضرب من الجنون العاطفي، وسبب لإفساد حياتكِ الزوجية المستقبلية مع أي زوج كان؛ لأن شدة الإعجاب بشخص ما ربما أدت لاحتقار غيره، مهما كان به من المميزات والصفات الرائعة.
رابعًا: وتذكري أنه لا يوجد رجل كامل، بل لا بد من العيوب، فدَعِي مثاليتكِ وأحلامكِ، وارميها في سلة المهملات.
حفظكِ الله، ورزقكِ زوجًا صالحًا تقر به عينكِ، وشفاكِ الله من التردد والمثاليات المزعجة.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.