♦ الملخص:
شاب خطب منذ شهر، فكلمه شخص لا يعرفه، وأخبره بكل ما يدور بينه وبين خطيبته، وذكر له أنها ما زالت تحبه، فلما أخبرها أنكرت، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
خطبتُ منذ شهر، فكلمني شخص لا أعرفه، أخبرني بكل التفاصيل والكلام الذي يدور بيني وبين خطيبتي، وذكر أنه كان وما زال على علاقة بخطيبتي؛ فقد خطبها من قبلُ، وهي ما تزال تحبه، وتحادثه، وتخرج معه، وأعطاني على ذلك أدلة من الصور والمكالمات والمحادثات، فذكرت ذلك لخطيبتي وأبيها، فأنكرا ذلك، ووصفاه بالكذب، فهل أستمر في الخِطبة أو لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالجواب هو:
أولًا: قال الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
لذا فلا بد أن تتثبَّتَ مائة بالمائة من صحة كلام هذا الرجل؛ لأن احتمالات كذبه واردة بنسبة كبيرة جدًّا، وكذلك احتمالات دبلجته للصور؛ ولأن الأصل البراءة حتى تثبت التهمة.
ثانيًا: كون هذا الرجل يأتي إليك بهذا الكلام والصور بعد خطبتك إياها يدل على خبث ومكر فيه، وعلى رغبته في الإفساد بينكما، وليس ناصحًا، بل غاشًّا ساءه أن تُخطب وتذهب من يده.
ثالثًا: قد تكون أساءت سابقًا، ثم تابت بصدقٍ، ولكن هذا المجرم انزعج من توبتها، ومن خطبتها، فكاد لها؛ لعلها ترجع إليه ليستمتع بها في الحرام.
رابعًا: وعمومًا ابذل جهدك في التثبت من صحة المعلومات، واسألها هي بصراحة عما ذكره الرجل، فإن ثبت صحتها، وأنها ما زالت على علاقة به، وأنها ما زالت تحبه، أو أنها مغصوبة على القبول بك، فالأمر واضح جدًّا، فأعرض عنها بلا أي تردد.
خامسًا: وإن ثبت كذب هذا الرجل، فلا تلتفت أبدًا، ولا لحرف من كلامه، وتوكل على الله، وأتمم أمرك، ولكن احذروه جدًّا.
سادسًا: أما إن كانت أخطأت معه سابقًا، ثم تابت بصدق، فلعلك تقدر صدقها وتوبتها، وتتمم أمرك بعد أن تستخير الله تعالى.
سابعًا: ما ذكره لك من كلام دار بينك وبين خطيبتك يطرح سؤالًا مهمًّا هو: كيف عرف ما دار بينك وبينها؟ فالأمر يحتمل أحد أمرين؛ هما:
أ- إما أن لديه وسيلة تجسس على مكالماتكما ورسائلكما، فإذا ثبت ذلك فهو مجرم محترف وخطير.
ب- وإن ثبت أنها هي التي نقلتها له، فهذا مؤشر خطر يدل على استمرار علاقهما، وعلى محبتها له، وهنا يكون القرار واضحًا جدًّا أيضًا، لا يحتاج لرأي مستشار.
ثامنًا: من حق والدها شكاية هذا الرجل لدى الجهات المختصة لتأديبه، وأخذ كل ما معه من صور ومحادثات وإزالتها تمامًا.
حفظك الله، ودلك على أرشد أمرك.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.