خطيبتي خانتني مع اثنين

منذ 3 أيام 17

خطيبتي خانتني مع اثنين


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/1/2025 ميلادي - 7/7/1446 هجري

الزيارات: 37


السؤال:

الملخص:

شابٌّ يحب خطيبته حبًّا جمًّا، اكتشف أنها تخونه مع شابَّين آخرين، وأن بينهما رسائل حب ومكالماتٍ هاتفية، ولما واجهها، اعتذرت، ولأنه يُحبها فقد تغاضى عن الأمر، ومع ذلك يشعر بالقهر وما زال يعيش آثار الصدمة، وتُوجعه التفاصيل التي لا يعرفها مما كان بينها وبينهما، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

عرفت فتاةً، أحببتُها وأحبَّتني، وبعد سنة من علاقتنا خطبتُها من أهلها، وزاد الحب والتفاهم بيننا، وخطبتنا مستمرة حتى اليوم، غير أن الصدمة كانت منذ ثلاثة أشهر؛ حيث اكتشفتُ أنها خانتني مع شابَّين؛ أحدهما كانت تعرفه قبل الخطبة، واستمرَّ تواصلهما في أثنائها، والثاني عرفته في مدة الخطبة، وبينهما كلام حبٍّ وغرامٍ، ومكالمات هاتفية، ولما واجهتها بأسمائهما اعترفت لي بكل شيء، واعتذرت، وندمت، فأحسستُ بصدقها، لكنها أصرت على إغلاق الموضوع، وألَّا نناقشه، وأن نُركِّز على مستقبلنا، وتُطمئنني بأنها تحبني ومكتفية بي، وأنها قطعت علاقتها بهما منذ أشهر، المشكلة أن نارًا بداخلي لا تنطفئ ولا تهدأ، فما زلت أعيش آثار الصدمة، وأفكِّر في مستوى التواصل الذي وصلت إليه علاقتها بهما، وأريد معرفة تفاصيلها مع أن ذلك يُوجعني ويؤذيني؛ لكني أشعر أن العلاقة كانت عميقة، لقد أحببتها جدًّا، وكلما تذكرت كيف خانتني، وكيف كذبت عليَّ، ومكالماتها ورسائلها مع غيري، أشعر بقهر ووجعٍ، فما الحل؟ ساعدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فنرحب بك أخانا الكريم في موقع شبكة الألوكة، ونثمِّن لك ثقتك بالموقع، ونسأل الله لك التوفيق، والسعادة، وأن يرزقك الزوجة التي تُعينك على الطاعة، وتدوم عشرتك معها.

قضية الخيانة الزوجية من أصعب القضايا الاجتماعية؛ وذلك لأنها تَمَسُّ الحياة الاجتماعية، وتختلف درجة الخيانة باختلاف الفعل، وأشدُّها وأعظمها ما كان بارتكاب الفاحشة، ولا يعني هذا التهوين لما دونها؛ وذلك لأنه يُفضي إليها، وهذا مؤشر خطير لِما قد يحصل بعد الزواج؛ حيث إن المودة والرحمة التي سيُبنى عليها الزواج ستضعُف وتخبو، والمشاعر ستتأرجح، وسيسود الشَّكُّ والخوف، ويكون هناك هاجس وقلق دائم من احتمال وقوع الخيانة مرة أخرى، وهذا مؤشر خطير على ما قد يحصل بعد الزواج؛ لانعدام الثقة، ومن تقدير الله سبحانه وتعالى معرفتُك لهذا الأمر قبل العقد على الزوجة، مما يعطيك الفرصة الكافية لاتخاذ قرارك، والتفكير في إتمام هذا الزواج من عدمه.

ذكرتَ بأنك تعرفت على فتاة، ووقع الحب بينكما، وبعد سنة، تقدمت لخطبتها! فينبغي للرجال الطيبين أمثالك، الذين يحرصون على دخول البيوت من أبوابها ألَّا يتعاملوا مع فتاة إلا بعد تأسيس صلة، ورابطة شرعية واضحة، وشرعًا لا يجوز أن يتحدث شابٌّ مع فتاة طول هذه المدة، من وراء أهلها، دون أن يكون بينهما عقد، والإسلام لا يقبل أي علاقة بين شابٍّ وشابة إلا في إطار العلاقة الزوجية الشرعية، وما يصاحبها من خطبة ونحوه، وقد تأخرت في الخطبة مدةَ سنة، ولن تسمح أنت أن يتحدث شابٌّ مع إحدى أخواتك، أو بناتك، أو حتى قريباتك، ولو كان الغرض للزواج، فما لا ترضاه لنفسك وأهلك يجب ألَّا ترضاه لغيرك.

ولا نعلم كيف اكتشفتَ أنها على علاقة مع شابَّين، فإن كان هذا عن طريق التجسس؛ فالتجسس منهيٌّ عنه؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]، وهذا خطأ كبير، وله أثر سلبي في حياتك، ولا يجوز شرعًا، والآية الكريمة أوردت ذلك من باب النهي: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]، فإن كانت معرفتك عن طريق التجسس، فعليك بالتوبة والاستغفار من هذا الذنب؛ لعل الله أن يتوب عليك.

العلاقة الزوجية تُبنى على يقينٍ وثبات، وتُؤسَّس على تقوى من الله ورضوان، والأمر الآن قد انكشف أمامك بوضوح، فيجب أن تتخذ قرارك أيضًا بوضوح بالاستناد إلى عدد من النقاط المهمة:

النقطة الأولى: أن العلاقة بينكما بُنِيَت على أساس خاطئ، ومعصية لله، ومن تاب، تاب الله عليه، فإذا أردت أن تتوب إلى الله من هذا الذنب، وتتزوج هذه الفتاة، فلا بأس، ولعل الله يتوب عليك، ويعفو عن تقصيرك السابق.

النقطة الثانية: إذا بنيتَ قرارك على أساس أن هذه الفتاة قد تابت إلى الله تعالى، وطهرت نفسها تمامًا، وليس لديك شكوك، ولا خوف من المستقبل من عودتها مرة أخرى، وبدون أن تتكلم هي عن تفاصيل ما حدث لها من خيانة، فهذا جانب.

النقطة الثالثة: إذا انتابتك شكوكٌ حول المستقبل، فهذا يُنبئ أنه سيُسبب لك معاناة كبيرة، وسيسبب للفتاة أيضًا معاناة مثل ما ستعاني منه أنت، فالحياة الزوجية تُبنى على أرض ثابتة، ولا تُبنى على شكوك، أو على تردد، وهذا جانب آخر.

النقطة الرابعة: قد يكون لديك حالة تعلُّق مرضيٍّ بهذه الفتاة، ويصعب عليك الانفصال عنها؛ بسبب التواصل هذه المدة الطويلة، وقد تكون بنَيتَ أحلامًا كبيرة على هذا الحب، وقد تكون هي قد استغلت نقطة ضعفك في هذا الأمر، فإن كان عندك صراع داخلي في الابتعاد، أو الْمُضِيِّ، وتولَّد لديك ضغط داخلي بسبب هذا التعلق، فيجب الانتباه لهذا الأمر جيدًا، ومحاولة فكِّ التعلق بعرض هذه المشكلة على طبيب نفسي، يعطيك بعض التدريبات السلوكية من أجل علاج هذا الأمر.

وخلاصة الأمر في النقاط السابقة أنه يجب أن تقرِّر قرارك أنت بنفسك، وتتخذ القرار بناءً على فهم هذه النقاط، فلا يمكن أن تتخذ قرارًا، ولديك شكوك، وإذا أردت الانسحاب، فلا بد أن يكون انسحابك بهدوء، دون أن تذكُرَ أيَّ عيوب، وبدون تجريح، أو إساءة لأي طرف من الأطراف، وإن لم يتضح لك أي من الأمور، فعليك بالاستخارة بأن تصلي ركعتين، من غير الفريضة، ثم تحمَد الله، وتصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو بالدعاء المأثور في ذلك، ومن المهم في هذه المرحلة أن تتعامل مع الموقف بالعقل لا بالعاطفة؛ حتى تتخذ قرارك بواقعية.

ولا بد أن تبدأ بالتغيير في حياتك، والعودة إلى طاعة الله سبحانه؛ حيث إن التغيير له أهمية كبيرة في حل مشاكلك، وهذه قاعدة مهمة؛ يقول الله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فعند طلب التغيير في الحياة لا بد أن نُغيِّر ما بأنفسنا، ونُعيد بناء حياتنا على ما يُرضي الله سبحانه، وإذا علِمنا أن ما أصابنا من أنفسنا، فيجب أن نبدأ في التغيير، والعودة إلى الله؛ يقول سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]، فكن قريبًا من الله، ليكون معك، وثِقْ به سبحانه، ولا تَمَلَّ طَرْقَ بابه، واللجوء إليه، وتجنَّبِ المعاصي، وتُبْ منها، واحرص على الصلاة وأدائها في وقتها، وفي جماعة؛ يقول سبحانه: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

لا تنسَ قراءة وِرْدٍ يوميٍّ من القرآن الكريم؛ فقد وَرَدَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَةُ))؛ [صحيح مسلم: 804]، والقرآن كله بركة.

إذا علمت أن كثيرًا من المشاكل التي تحيط بنا سببُها البُعدُ عن الله سبحانه وتعالى، فلا بد من القرب منه سبحانه أكثر، والزم الاستغفار، وأكْثِرْ من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أعظم أسباب زوال الهموم، وحافِظْ على أذكار اليوم والليلة؛ ليطمئِنَّ قلبك.

أكْثِرْ من التضرُّع لله بالدعاء، وتحيَّن أوقات الإجابة، وادْعُ الله أن يُزيل عنك الهموم والغموم، فلعلك توافق ساعة استجابة.

ختامًا: نسأل الله سبحانه لك التوفيق والسداد، وأن يقدِّر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على حياتك القادمة، وأن يبعد عنك ما أهمَّك، وأن يكتب لك الخير، وأن يُرضيك به.