جريمة مروعة في ألمانيا.. شرطي يقتل عائلته وينهي حياته بعدهم

منذ 3 أيام 29

عثرت الشرطة الألمانية على جثث 4 أفراد من عائلة واحدة داخل منزل في بلدة «كليتباخ» الصغيرة في ولاية تورينغن الألمانية (زوجة، وطفلان مراهقان)، إلى جانب الزوج، وهو شرطي يبلغ من العمر 49 عاماً، يُشتبه بأنه قتل عائلته قبل أن يُنهي حياته، في حادثة أثارت صدمة واسعة في المجتمع المحلي، وفتحت النقاش حول الضغوط النفسية التي قد يواجهها العاملون في المهن الأمنية.

بدأت الواقعة عندما تلقت الشرطة بلاغاً طارئاً يفيد بوجود حالة مشبوهة في أحد المنازل. وبحسب تصريحات المتحدث باسم شرطة «تورينغن»، وصلت الفرق الأمنية إلى الموقع خلال 20 دقيقة، لتكتشف الجثث الأربع داخل المنزل، وأكدت التحقيقات الأولية أن جميع الضحايا أصيبوا بطلقات نارية، ما عزز الفرضية القائلة إن الشرطي نفذ الجريمة باستخدام سلاحه الشخصي قبل أن يوجهه نحو نفسه، ليظل المنزل، الذي يقع في قرية هادئة تضم نحو 1300 نسمة، محاصراً من قبل فرق الشرطة لتأمين الأدلة.

وعبرت عمدة البلدة فرانزيسكا هيلدبرانت عن صدمتها العميقة، مشيرة إلى أن العائلة كانت معروفة باندماجها في المجتمع المحلي، وأن الطفلين اللذين كانا في سن المراهقة اشتهرا بنشاطهما في الأندية المحلية، ما جعل الخسارة أكثر إيلاماً لسكان القرية، وأعلنت توفير دعم نفسي فوري للمتضررين من الحادثة، بما في ذلك فرق الشرطة التي تعاملت مع المشهد المروع، حيث تم تخصيص فندق محلي كمركز للإرشاد النفسي.

ولم تكشف السلطات بعد عن دوافع الجريمة، لكن مصادر مقربة من التحقيق أشارت إلى أن الشرطي كان يعاني من ضغوط نفسية شديدة، قد تكون مرتبطة بطبيعة عمله أو ظروف شخصية لم تُفصح عنها، في حين أكدت الشرطة أن التحقيقات جارية بمشاركة إدارة التحقيقات الجنائية في تورينغن، مع التركيز على فحص السجلات الطبية والنفسية للشرطي، إضافة إلى التحقيق في أي نزاعات عائلية محتملة.

الواقعة ليست الأولى من نوعها في ألمانيا، حيث شهدت البلاد حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة تضمنت أفراداً من قوات الأمن. وفي عام 2019، هزت جريمة مشابهة مدينة ليمبورغ عندما قتل جندي سابق عائلته، ما دفع الحكومة إلى إعادة تقييم برامج الدعم النفسي للعاملين في القطاعات الحساسة.

وأشار خبراء علم النفس إلى أن الضغوط المرتبطة بالعمل الأمني، إلى جانب سهولة الوصول إلى الأسلحة النارية، قد تُفاقم المخاطر في مثل هذه الحالات، لتعيد هذه الحادثة المروعة فتح النقاش حول الصحة النفسية في ألمانيا، خصوصاً بين العاملين في المهن التي تتطلب تحملاً عالياً للضغوط.