امتحان الثانوية ومشكلات العائلة

منذ 1 أسبوع 26

امتحان الثانوية ومشكلات العائلة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/2/2025 ميلادي - 13/8/1446 هجري

الزيارات: 36


السؤال:

الملخص:

فتاة مقبلة على امتحان الثانوية، وثمة مشاكل عائلية تُفقدها تركيزها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا فتاة مقبلة على امتحانات الشهادة الثانوية بعد شهرين، ولا أستطيع التركيز في دراستي؛ بسبب المشاكل العائلية، ففي كل يوم شِجار، وهذه المشاكل أثرت في نفسيتي ودراستي، فبدلًا من أن أفكر في الدراسة، أصبح كل تفكيري في المشاكل، بدأت أشعر بالاكتئاب الشديد واليأس من هذه الحياة، أشعر أنني سوف أفشل وأخسر كل أحلامي، وقد علمت منذ مدة أن زوجة أخي كانت تذهب للدجَّالين، وتعمل سحرًا لي ولأمي، وكنا نتشاجر كثيرًا، أخاف أن تعمل لي سحرًا، فهي تحقد عليَّ وتتمنى لي الفشل في دراستي، فماذا أفعل؟ أرجو نصيحتكم، كيف أتخطى هذه المشاكل، وأركز في دراستي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

1- تعانين من المشاكل والاختلافات المتتابعة بينكِ وبين أمكِ.

2- تُعانين بسبب المشاكل من فقد التركيز أثناء مذاكرة دروسكِ، وتخشين من الفشل في دراستكِ.

3- بدأت بالشعور بالاكتئاب الشديد واليأس من الحياة، وتشعرين أنكِ سوف تخسرين كل أحلامكِ.

4- علمت منذ مدة أن زوجة أخيكِ ذهبت للسَّحَرَةِ، وعملت سحرًا لكِ ولأمكِ، وبسببه تتشاجرون كثيرًا.

5- تخافين من أن تعمل لكِ سحرًا آخرَ؛ لأنها تحقد عليكِ، وتريد فشلكِ في دراستكِ.

6- وأخيرًا تقولين: إنكِ حزينة جدًّا، وتريدين نصيحة عن كيف تتخطين هذه المشاكل، وتركزين في دراستكِ، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: ما يُصيب المؤمن من أسقام حسية أو معنوية، ليس بالضرورة أن يكون سببه سحرًا أو مسًّا، فقد يكون من أسبابه الآتي:

1- مجرد ابتلاء ورفع لدرجات المبتلى في الآخرة.

2- المعاصي.

3- تكفير للسيئات.

4- حسد الحساد.

5- أخطاء وقع فيها المبتلى سبَّبت له المصائب.

ثانيًا: ومع ذلك كله لا يُستبعد وجود سبب آخر من سحرٍ ومسٍّ؛ فقد كثرت هذه المصائب مؤخرًا، ومع ضعف الإيمان والحسد كثُر ذهاب بعض الناس للسَّحَرَة والدجَّالين للإضرار بالغير.

ثالثًا: وعمومًا أيًّا كان السبب لما تعانينه، فعليكِ بالعلاجات والوقايات الآتية:

1- أعظمها الحرص على المحافظة على الصلاة في أوقاتها، مع الإتيان بالنوافل.

2- كثرة الدعاء بطلب العافية وصرف شر الأشرار.

3- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ودعاء دخول المنزل والخروج منه، وأدعية النوم والاستيقاظ.

4- كثرة الاسترجاع.

5- الصدقة ولو بالقليل جدًّا.

6- الإكثار من محاسبة النفس ومن التوبة والاستغفار.

7- الرقية الشرعية.

8- الإكثار من تلاوة القرآن، خاصة سورة البقرة، وكل القرآن شفاء.

رابعًا: أما زوجة أخيكِ، فإن ثبت أنها فعلًا عملت لكم سحرًا، فتعاملوا معها بالآتي:

1- مناصحتها وتخويفها من عاقبة الظلم، وذلك من قِبل غيركم من عقلاء عائلتها أو أخيكِ.

2- التقليل قدر الإمكان من العلاقة بها ومن دخولها منزلكم.

3- أبعدوا عنها كل ما قد تستعمله في السحر من شعرٍ أو ملابس وغيرها.

4- لا تذكروا عندها أيَّ نِعَمٍ لكم حسية أو معنوية؛ حتى لا تحسدكم عليها.

5- إن تيسر معرفة مكان السحر وإبطاله، فهذا حل طيب جدًّا.

خامسًا: أيقني جزمًا بقوله سبحانه: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].

سادسًا: إذا علمت بالآية السابقة، واطمأن قلبكِ، وحققت التوكل على الله سبحانه، فبإذن الله لن يصيبكِ شيء؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

سابعًا: جاهدي نفسكِ على كظم غيظكِ على والدتكِ، وطبقي السنة عند حلول الغضب، ومنها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتغيير المكان، وتغيير الجلسة، والوضوء.

ثامنًا: إذا علمت أن كثرة التفكير في المشاكل لن تحلها، بل قد تزيدها، فانصرفي عن ذلك إلى ذكر الله سبحانه بتلاوة القرآن، وبالصلاة، وبعموم الذكر؛ قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

حفِظكِ الله من شرِّ كل من به شرٌّ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.