استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 23/3/2024 ميلادي - 13/9/1445 هجري
الزيارات: 31
♦ الملخص:
فتاة مصابة بوسواس قهري فيما يخص أفكار الشذوذ، وقد وصل بها الأمر إلى لوم نفسها على حبِّها الفتيات، حتى إنها تؤذي نفسها بالضرب، وتسأل: كيف أوقف تلك الأفكار؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أصابني وسواسٌ على إثر حادثة تحرُّش وقعت لي وأنا صغيرة؛ كان في الدين ثم انتقل إلى الأهل؛ فلا أحب أن يلمسني أحدٌ من أهلي، وبعد أن سافرنا إلى ساحل البحر، ورأيت فتيات عاريات على الشاطئ، انتقل الوسواس من الأهل إلى الشذوذ، وقد راودتني أفكار الشذوذ منذ ثلاث سنوات، لكنها الآن تعمقت في عقلي؛ حيث أصبحت أختبر مشاعري تجاه الفتيات، فأفقد أعصابي وأؤذي نفسي بالضرب، كثيرًا ما أستيقظ في الليل وأضرب نفسي بشدة، أصبحت أخشى أفكاري، ولا أستبعد إن أعجبني شيء من هذا الشذوذ، أن أقتل نفسي، فهل أنا شاذة؟ وهل كثرة الأفكار القهرية يمكن أن تؤثر عليَّ؟ وكيف أُوقف ذلك؟
بالنسبة لهذه السائلة، فإن حالتها متقدمة، وتحتاج إلى مراجعة عيادة مختصة، وهنا إجابة لسؤالها:
في الغالب، هذا الوسواس الذي تعانين منه بدأ كردِّ فعلٍ منكِ للضغوط التي عانيتِ منها، وكرَدِّ فعل للمخاوف التي مررتِ بها، وشكَّلتْ نوعًا من الضغوط عليكِ، فكان الوسواس ردَّ فعلٍ للتخلص من القلق والضغط النفسي، لكن عدم التعامل معه بالطريقة الصحيحة حوله ليصبح هو مصدر ضغط شديد عليك، مما ولَّد الأفكار السلبية لديكِ، وجَعَلَ الأفكار الوسواسية لديكِ أشد، وينبغي عليكِ الآن عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية، مهما تكررت، والصبر على شدتها وإزعاجها في البداية؛ لأنها ستكون شديدة ومتسلِّطة، وكلما استجبتِ لها، زدتِ من تسلُّطها وجعلتِها أقوى؛ لذا يجب ألَّا تستجيبي لها بأي نوع من السلوك.
وعليكِ التوقف عن لوم الذات وتوبيخها، وعدم ضرب نفسكِ أو إيذائها؛ لأن هذا يزيد من شدة المشكلة ولا يحلها.
وقد يساعدكِ معرفتكِ أن ذلك الوسواس والأفكار التسلطية تحدث للكثيرين غيركِ، لكن غالبيتهم يتجاوزون هذه المشكلة مع الصبر والتعامل مع أنفسهم بشكل أكثر رفقًا وأكثر اتزانًا؛ لذا علينا معرفة أن الأفكار الوسواسية يتعرض لها جميع الناس، لكن الاستجابة لها والتفاعل معها هو الذي يجعل بعض الناس يصلون إلى درجة المرض بالوسواس القهري.
ولا بد من معرفة قاعدة مهمة؛ وهي أن الاستجابة للأفكار الوسواسية هو الذي يُغذِّيها، وأن أفضل علاج لها هو تجاهلها، مع معرفة أن الأفكار تأتي وتذهب وحدها، لكن القيام بالسلوك سواء الاستجابة لها، أو محاولة عنادها وقهرها - هو الذي يثبتها ويجعلها أكثر إلحاحًا.
وهنا بعض الخطوات المساعدة للتعامل مع مشكلة الوساوس:
1- التعبير عن المشاعر عن طريق التحدث مع شخص مقرَّب، أو اللجوء إلى الكتابة.
2- قضاء وقت أطول مع العائلة والأصدقاء؛ لأن بناء العلاقات الإيجابية مع الآخرين يخفف من شدة الوسواس.
3- تخفيف الضغوط النفسية؛ لأنها تزيد من حِدَّةِ الوسواس.
4- ممارسة تمارين الاسترخاء لتخفيف القلق الناتج عن ضغط الوساوس.
4- أخذ كفايتكِ من النوم ليلًا وتجنُّب السَّهَرِ.
5- الحرص على تناول الغذاء الصحي، وتجنُّب الأكل غير الصحي، وعدم الإكثار من الْمُنَبِّهات، وتجنُّب التدخين.
6- عمل فحوصات طبية لمعرفة ما إذا كان هنالك عوامل جسدية تؤثر في حالتكِ.
7- ممارسة رياضة مناسبة لكِ بانتظام مفيد للصحة النفسية.
8- حاولي أن تتجنبي الفراغ والوحدة قدر الإمكان.
9- قلِّلي من استخدام الجوال والأجهزة الإلكترونية قدر الإمكان.
10- تجنَّبي البحث عن مشكلة الوسواس في الإنترنت، وركزي على تعلُّم الحلول دون البحث عن المشكلة وتفاصيلها، بل ركزي على تقنيات الحلول.
كما نود أن نؤكد عليكِ أنكِ قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من الوسواس، فلا بد إذًا أن تراجعي عيادة نفسية مختصة؛ لتساعدكِ في وضع خطة علاجية لحالتكِ، وقد تحتاجين في البداية لأخْذِ نوعٍ من الأدوية مع الخطة السلوكية للتخلص من القلق وغيره من الأعراض التي تعانين منها.
نسأل الله لكِ الشفاء العاجل.