أريد عودة زوجتي

منذ 1 سنة 337

أريد عودة زوجتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/11/2022 ميلادي - 3/5/1444 هجري

الزيارات: 32



السؤال:

الملخص:

رجل متزوِّج وقعت بينه وبين زوجته مشكلة ضُخِّمتْ مِن قِبل أهلها وأهله، وطلَّقها على إثرها، وهو يشعر أنه ظلَمها، وأن الأمر لم يكن يستحق، ويريد عودتها، لكنه يخشى أن تسوء علاقته بأهله، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا متزوج وعندي طفل، وقعت مشكلة بيني وبين زوجتي مؤخرًا، كانت في أول الأمر كلامًا فحسب، لكن أهلها ضخَّموها، ورفضت زوجتي العودة إلى البيت، واشترط أهلها عليَّ منزلًا مستقلًّا، وضُخِّمت المشكلة أيضًا من قِبل أهلي، فرفضوا عودتها إلى البيت، أو أن يكون لها منزل مستقل، زوجتي لم تستمع إليَّ، ملأ أهلُها عقلَها، وأصبحت تردد كلامهم، ولم تلتفت لمحاولاتي في إرضائها، وهذا الذي دفع أهلي إلى مثل هذا الموقف، أضف إلى ذلك السب وتشويه السمعة الذي كان من قِبل أهلها، وفي النهاية طلقتها، وأخذت ابني، والآن أشعر أني ظلمتها وأن الأمر لم يكن يستحق أن أطلق زوجتي، وأريد عودتها، لكني أخشى ردَّ فعلها هي وأهلها، فهل أرجعها علمًا بأن علاقتي بأهلي ستسوء، أو أنسى الأمر وأبحث عن زوجة أخرى طاعة لوالديَّ؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمشكلتكم مشكلة نزاع وتدخلات، ومثل هذه المشكلة لا بد للمستشار أو المصلح الأسري أن يجلس مع جميع أطراف المشكلة، ويسمع منهم جميعًا، ثم يُفيدهم بما ينفعهم بإذن الله سبحانه، لكني هنا أوصيك بالآتي:

أولًا: الاجتهاد في التخلص من الغضب وتوابعه، ومن الاستعجال في اتخاذ القرارات، فيبدو أنك شديد الغضب، وربما زوجتك كذلك أيضًا، وربما أنكما أيضًا لا تتعاملان مع المواقف بحكمة، بل تسيطر عليكما العجلة وسوء الظن؛ فاستعذ بالله كثيرًا من الغضب، ومن العجلة، ومن سوء الظن.

ثانيًا: شرعًا لا يحق لأهل زوجتك أخذها من بيتك ومنعك من الاستعفاف بها، إلا بمبررات شرعية واضحة، يحكم بها القاضي، وليس الهوى والغضب، وطاعة زوجتك لك مقدمة على طاعتها لوالديها.

ثالثًا: مثل هذه الأمور تحتاج لتدخل المصلحين العقلاء من العائلتين؛ فابحثوا عنهم ووسطوهم لحل نزاعاتكم.

رابعًا: قبل كل الأسباب البشرية، عليكم بالأخذ بأعظم الأسباب وأجداها نفعًا؛ وهي:

1- كثرة الاستغفار والتوبة؛ فلربما أنك ابتليت بسبب ذنوب لم تكترث لها؛ قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]، وقال عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

٢- كثرة الاسترجاع؛ أي: قول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها؛ قال سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

٣- ألح على ربك سبحانه بأن يصلح حالكما، وأن يعيذكما من نزغات شياطين الجن والإنس، ومن التدخلات الضارة؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

٤- تصدق ولو بالقليل جدًّا؛ لأن الصدقة من أسباب تفريج الكرب.

خامسًا: من أسباب ما تعانيه بعض الأسر من المشاكل: التقصير في طاعة الله سبحانه، أو ارتكاب بعض المعاصي؛ مثل: التساهل بالصلاة، أو عقوق الوالدين، أو الظلم للغير، أو المال الحرام.

وبسبب هذه المعاصي أو غيرها؛ يتسلط الغير على الزوجين بالإفساد بينهم؛ قال سبحانه: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ﴾ [الروم: 41، 42].

حفظكم الله، وأعاذكم من شر الغضب، ومن شر شياطين الجن والإنس.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.