أرسلت لها صورا عارية فهددتني بنشرها

منذ 1 سنة 356

أرسلت لها صورا عارية فهددتني بنشرها


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2022 ميلادي - 12/5/1444 هجري

الزيارات: 18



السؤال:

الملخص:

شابٌّ أرسل صوره العارية لفتاة على الإنترنت، ثم هددته بها، لكنه تاب وأناب، ويرجو من الله الستر، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

اقترفتُ ذنبًا عظيمًا مع فتاة على الإنترنت، فقد كنا نتحدث بكلام فاحش، ومن أثر الشهوة بعثت لها بصور عارية تمامًا، ثم إنها هددتني، ولكني لم أفقْ إلا بعد ذلك؛ فتبت إلى الله، وصرت أصلي كل الصلوات في وقتها، وأستحضر الله في كل لحظة، وهددتها بأن أقدم فيها بلاغًا، لكني أخاف في كل يوم أستيقظ فيه من العواقب، وأطلب من الله الستر، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأقول لك باختصار:

أولًا: ما دمت تبت توبة صادقة - حسب كلامك - فتوكل على الله، وانسَ الماضي كله.

ثانيًا: واستمر في الإكثار من الأعمال الصالحة؛ وأهمها: الاستغفار، والاسترجاع، والصدقة، والدعاء.

ثالثًا: والزم مقويات الإيمان ومثبتاته؛ التي منها:

المحافظة على الفرائض وإتباعها بالنوافل.

الإكثار من تلاوة القرآن.

رابعًا: واهجر تمامًا كل ما قد يؤدي بك إلى الفتن من مواقع سيئة وعلاقات محرمة وغيرها.

خامسًا: وأبشر بالخير العظيم إن شاء الله، فسوف تُقبَل توبتك، وتبدل سيئاتك إلى حسنات؛ كما قال سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

سادسًا: أما من كانت لك علاقة بها، فاهجرها تمامًا، واقطع كل ما قد يكون وسيلة للتواصل معها؛ فغيِّر رقم جوالك، وامسح رقمها، وابتعد نهائيًّا عن صفحات الدردشة التي تعرفت عليها فيها، وسائر صفحات العفن الأخلاقي.

سابعًا: ولا تلتفت لأي تهديد منها، فلن تضرك بشيء بإذن الله.

ثامنًا: وحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها بالمساجد، وصلاة الفجر، وحافظ على أذكار الصباح والمساء؛ فهي بإذن الله سدود منيعة في وجهِ كلِّ مَن به شر من شياطين الجن والإنس.

تاسعًا: وأيقن بقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

عاشرًا: ما دمت تبت بصدق، فلا تخشَ عواقب سيئاتك السابقة؛ لأن الله سبحانه لا يعاقب من تاب وصدق، بل يوفقه ويصرف عنه الأذى، وباب التوبة مفتوح لا يُغلق إلا بالموت؛ تأمل قوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وفي قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17]، قال العلماء: "كل من تاب قبل الموت، فقد تاب من قريب".

حفظك الله، ورزقك التوبة النصوح، والعفاف والثبات.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.