هل الكلام في الحب والتعبير عن المشاعر من رجل أجنبي عني يرغب في الزواج مني يكون حراما؟

منذ 16 ساعة 17

هل الكلام في الحب والتعبير عن المشاعر من رجل أجنبي عني يرغب في الزواج مني يكون حراما؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/2/2025 ميلادي - 23/8/1446 هجري

الزيارات: 28


السؤال:

الملخص:

فتاة تعلقت بشخص، وكان بينهما كلام وتعبير عن المشاعر، لكنه ذكر لها حرمة أن يتحدثا معًا، وينتظر موافقة أهله ليخطبها، وتسأل: هل الأحاديث التي كانت بينهما حرامٌ أم حلال؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أحببتُ شابًّا وتعلقت به كثيرًا، لا أستطيع أن أعيش من دونه، دائمًا نتكلم، وكلامنا لا يتجاوز إخباري إياه بمشاعري، وإخباره إياي بمشاعره، كلانا ينصح الآخر، ويحثه على الخير؛ فأنا أتصل به وقت كل صلاة، لكنه بدأ يتحدث عن حرمة الكلام والتعبير عن المشاعر، وأنه لا يجوز أن نتحدث معًا بهذه الطريقة، وأنا لا أستطيع أن يمر يومي دونه، هو يريد أن يتقدم لخِطبتي، غير أنه ينتظر موافقة أهله، فهل وقعنا في محظور إذ كان بيننا كلام؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

ففيما يلي جوابٌ لسؤال مشابه لسؤال السائلة، نقلته لها من موقع (الإسلام سؤال وجواب):

أنا أدرس حاليًّا في إحدى الجامعات البريطانية، وتوجد في الجامعة فتاة أُعجبت بها، لم يسبق لي التحدث إليها مطلقًا، وأنا لا أحادث النساء في العادة، إلا أننا نتبادل السلام أحيانًا.

كيف يمكنني التقدم لطلب الزواج بها، وأنا متمسك بالإسلام، ولا أحادث النساء؟ فما هي أفضل طريقة لذلك؟ هل أذهب وأتحدث إليها وأحاول التعرف عليها أولًا، دون تجاوز الحدود الشرعية، أم أتقدم لها مباشرة؟

أخشى إن أنا تقدمت لها مباشرة بدون التعرف عليها أولًا أن ترفض طلبي على الفور؛ لأنها لا تعرفني حق المعرفة، ولأنها تنتمي لثقافة غير التي أنتمي إليها، وفي المقابل، أخاف إن أنا تحدثت معها بقصد التعرف إليها، أن يكون فعلي يخالف الإسلام.

أنا في وضع صعب، فما هو أفضل ما يمكنني عمله؟

الجواب:

الحمد لله؛ أما بعد:

فاعلم - وفقك الله - أن محادثة الرجل للمرأة الأجنبية يجوز في الشرع بضوابط وشروط مهمة، الغرض منها كلها هو سد باب الفتنة، ومنع الوقوع في المعصية؛ من هذه الشروط:

1- أن يكون بدون خلوة.

2- ألَّا يكون خارجًا عن الموضوع المباح.

3- أن تُؤمَن الفتنة فلو تحركت شهوته بالكلام أو صار يتلذَّذ به حرُم عليه.

4- ألَّا يكون من المرأة خضوع بالقول.

5- أن تكون المرأة بكامل الحجاب والحشمة أو يخاطبها من وراء الباب أو بالهاتف.

6- ألَّا يزيد على قدر الحاجة.

فإذا تحققت هذه الشروط، وأُمِنتِ الفتنة فلا بأس.

قال الشيخ صالح الفوزان في جوابه عن حكم مخاطبة الفتيان للفتيات عبر الهاتف: "مخاطبة الشباب للفتيات لا تجوز؛ لِما في ذلك من الفتنة، إلا إذا كانت الفتاة مخطوبة لمن يكلمها، وكان الكلام مجرد مفاهمة لمصلحة الخطوبة، مع أن الأولى والأحوط مخاطبة وليها بذلك"؛ [المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (3/ 163، 164)]، وأنت لم تخطب هذه المرأة بعد فيجب أن تكون شديد الاحتراس لنفسك من الوقوع في أسباب الفتنة باتخاذ كل إجراء يمكِّنك من تحصيل مقصودك، دون الاقتراب من هذه المرأة.

والأصل في هذا هما آيتان في كتاب الله:

أولاهما: قوله تعالى: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32].

وثانيهما: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

واحذَر من كل ما يوقعك في الحرام أو يقربك منه؛ كالخلوة بها، أو الخروج معها، أو غير ذلك.

أسأل الله أن ييسِّر لك المرأة التي تعينك على طاعته.