هل أنا السبب في موت أبي؟

منذ 12 ساعة 11

هل أنا السبب في موت أبي؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/1/2025 ميلادي - 19/7/1446 هجري

الزيارات: 14


السؤال:

الملخص:

فتاة مات أبوها لمرضٍ أصابه، وقد استقر في نفسها أنها السبب في إصابته بالمرض وموته؛ لأنها كانت في علاقة محرَّمة مع شخص وقتئذٍ، فتظن أن الله ابتلاها في أبيها لأجل ذلك، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

فَقَدْتُ والدي رحمه الله قبل سنة؛ على إثر مرضٍ أصابه، وفي أثناء مرضه كنت في علاقة محرمة مع شخص، وأشعر أن ربي عاقبني بابتلاء أبي بهذا المرض، وأخذه مني، أعرِف أنه قضاء وقدر، لكن الله يُعاقب عبيده على ذنوبهم، وهذا كان عقابي؛ أن يموت أبي بسببي، ولا أستطيع التفكير بطريقة غير تلك؛ لأنه كان بصحة جيدة، وفجأة مرِض ومات سريعًا، وقد كان أحبَّ الناس إليَّ، وأقربهم، لقد قتلته ذنوبي؛ لأن الفرق بين الابتلاء والعقاب حالة العبد، وأنا كنتُ مقيمة على المعصية، رغم صلاتي وصيامي وحفظي للقرآن؛ ومن ثَمَّ فلا أستطيع النظر إلى إخوتي، كلما ذَكَرَه أحدٌ، شعرت أنني السبب، مرَّت سنة ولا أستطيع العيش مع هذا الشعور أكثر من ذلك، فماذا أفعل؟ وقد قررت الذهاب لطبيب نفسي، فهل قراري صائب؟ أخشى ألَّا أستطيع تحمُّل هذا الشعور، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

أولًا: موت والدكِ رحمه الله جاء في وقت الأجل المكتوب؛ لقوله سبحانه: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [يونس: 49]، وليس له علاقة بمعصيتكِ.

ثانيًا: أما معصيتكِ فيجب عليكِ تحقيق التوبة منها بثلاثة أمور؛ هي:

الندم.

والإقلاع.

والعزم.

ويضاف لذلك كثرة الاستغفار؛ لقوله سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10]، وقوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، فأكْثِري من الاستغفار، ولا تيأسي من رحمة الله.

ثالثًا: وأكثري من الأعمال الصالحة؛ لتمحو سيئاتكِ؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].

رابعًا: ما أصابكِ من همٍّ وغمٍّ وهواجس كلها بسبب شؤم المعصية، وليس لأنكِ سبب وفاة والدكِ، وعلاجها مع التوبة الصادقة كثرةُ ذِكْرِ الله سبحانه بالصلاة والدعاء، وتلاوة القرآن وعموم الذكر، والابتعاد نهائيًّا عن مواطن الريب والفتن في الجوالات وفي غيرها؛ قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

خامسًا: لا أرى حاجة لعرض نفسكِ على طبيب نفسي، وخذي بأسباب العلاجات الشرعية التي ذكرتها لكِ سابقًا، وستنتفعين بها إن شاء الله.

سادسًا: اعتبري بوفاة والدكِ المفاجئة، واستعدي للموت الذي قد يأتيكِ فجأة، ولا تغرنكِ الحياة الدنيا؛ كما قال سبحانه: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].

حفظكِ الله، ورزقكِ التوبة النصوح، ورحِم الله والدكِ، وأسكنه الفردوس الأعلى.