♦ الملخص:
سائلة تسأل عن بنت أخيها، فقد توفيت والدتها وهي صغيرة، والطفلة عنيدة، وعدائية، وتفتعل المشاكل، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توفيت زوجة أخي في نهاية عام 2018، وكان لديه طفلان: بنتٌ عمرها ست سنوات، وابن عمره أربع سنوات، بعد وفاتها أحضر أخي الأطفالَ عندي؛ إذ كنت مطلقة، ومكثوا مدة شهرين، حاولت فيهما الاعتناء بهما قدر الإمكان، بعد ذلك عدت إلى منزل الزوجية، وذهب الأطفال إلى بيت إحدى أخواتي، التي اهتمت بهم، وسجلت الطفلة في المدرسة، وكانت مدة إقامتهم لديها نحوًا من ثمانية أشهر، حتى تزوج أخي امرأة طيبة، وعاد الأطفال إلى منزل والدهم.
في البداية عانت الزوجة مع الأطفال كثيرًا؛ فهي تصغر أخي بخمسة عشر عامًا (عمرها 30)، ولم يسبق لها الزواج، وكانت تعاملهم كمديرة مدرسة أكثر منها كأمٍّ، أما في الوقت الحالي - بعد أن اعتادوا الحياة معًا، واستجابت لنصائح المحيطين – فقد أصبحت علاقتها معهم طيبة جدًّا، المشكلة في ابنة أخي؛ إذ إنها بعد وفاة والدتها لم تكن تظهر أي مشاعر تجاه أحدٍ، وهي عنيدة جدًّا، وقد ورثت هذا العند من أمها رحمها الله؛ فقد كانت عنيدة منذ نعومة أظفارها، وحتى عندما كانت عند أختي، كانت أختي تشكو من عنادها، الآن، هي تضرب أخاها باستمرار، تدعو عليه بأن يموت، وأن تكون وحيدة، وتطلب من زوجة أبيها أن تلد لها أخًا أو أختًا بدلًا منه، والطفل يعاني بسببها، وإذا ما لعبت مع الأطفال، فهي عدائية جدًّا، وتبادر بافتعال المشاكل، وقبل أيام قامت بعمل حركة بذيئة لشابٍّ كان يمر من أمام بيتهم، الأمر الذي دعا الشاب لطرق الباب والحديث إلى أمها، وأخبرها بما فعلت، فما الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الطفلة؟ أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيبدو لي من وصفكم للمشكلة أن هذه الطفلة لحظت شدة اهتمام والديها بأخيها، وأنه سحب بساط العناية بها، بعد أن كانت هي المدللة، وهي وحيدتهم الغالية.
فأثر ذلك على نفسيتها، فترجمت ذلك بالعناد كنوع من لفت النظر إليها، وبالضرب كنوع من الانتقام، والطفل يشعر بما يدور حوله، وقد يكبته مدة، ثم ينفجر مثل البركان؛ ولذا فمن الحلول تغيير سلوك التعامل معها، ومنحها الثقة والاهتمام الفائقين، والهدايا والألعاب التي تحبها، وإشغال فراغها بما ينفعها أو يسليها، ومن العلاجات - وهي أهمها - الدعاء لها، والإكثار من الاستغفار، والاسترجاع، والصدقة، والمناصحة لها بلطف، والطلب من معلماتها العناية بها وبتقويم سلوكها، وقد تحتاج للعرض على طبيب متخصص في سلوك الأطفال.
حفظكم الله، وأصلحها الله، وشفاها.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.