صديقة عمري ناكرة للجميل

منذ 1 أسبوع 28

صديقة عمري ناكرة للجميل


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/2/2025 ميلادي - 12/8/1446 هجري

الزيارات: 16


السؤال:

الملخص:

فتاة وقفت مع صديقة لها مواقف كثيرة، لكنها ترى أنها عاقَّةٌ لوالديها؛ لأنها تترك لهم البيت كثيرًا، أيضًا تنكر وقوفها بجانبها ومساندتها لها، وقد حذرتها أمها منها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

لي صديقةٌ ساندتها في مواقفَ كثيرة، غير أنني لم أعُد أرتاح معها؛ لأنها عاقَّةٌ لوالديها؛ فبعد أن ضربها أبوها ضربًا مبرحًا، ذهبت إلى بيت صديقة لها، وأبَتْ أن تعود إلى بيتها، ولما أدخلتني أمُّها في الأمر، نصحت لها أن تبلغ الجهات المختصة لإرجاع الفتاة، واكتشفت – بعد ذلك - أن صديقة عمري تكذب باسمي عند أمِّها، ولما يئست من إصلاح الأمر، قطعت علاقتي بها؛ لأنني أرى أنها عاقَّةٌ، وقد حذَّرتني أمي منها، وطلبت مني أن أبتعدَ عنها، وأرْسَلَتْ إليها ألَّا تقترب مني، والحق أن مشاعري تجاهها تغيرت، لكنني – مع ذلك – عُدتُ واعتذرت إليها، فعاتبتني، وأنكرت كل المواقف الطيبة التي وقفتها معها، وأخبرتني بأسلوب أمِّي، وأن سنَّها ليست مبررًا لها لتسيء إليها، فماذا أفعل؟

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الفاضلة، نرحب بكِ في شبكة الألوكة، ونشكر لكِ انضمامكِ لها، داعين الله تعالى أن يسددنا في تقديم ما ينفعكِ؛ أما بعد:

فإن حب الخير للآخرين نعمة عظيمة من الله سبحانه، ويكفي هذه النعمة شرفًا ومنزلةً، أنها من الأعمال الجليلة، الموجِبة لدخول الجنة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحبَّ أن يُزحزَحَ عن النار ويدخل الجنة، فلتأتِهِ مَنِيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يُؤتَى إليه))، وسلوككِ مع صديقتكِ يدل على حب الخير في قلبكِ، فابتغي بعملكِ وجه الله لا رضا صديقتك، واعلمي أن من يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن يعتزلهم، واعلمي أنكِ لن تجدي صديقةً بلا عيوب، وكلنا بَشَرٌ والنقص يطاردنا، وعلينا أن نُعامِلَ كلَّ إنسان بما يناسبه، وبما يقتضيه حاله.

جميعنا بحاجة إلى صديق مقرَّبٍ نشاركه كل ما نشعر به، وكلَّ مخاوفنا وتعبنا، ويشابهنا في العديد من الأمور، سواء أكانت في الأفكار، أو في الأذواق، أو المزاج أو الاهتمامات، وهنا أود منكِ أن تطرحي على نفسكِ هذه الأسئلة: ما مدى التشابه بينكِ وبين صديقتكِ؟ وهل تجد فيكِ الصديقة التي تثق بها، وتأتمنها على أسرارها كما تجدينها؟

ربما الحل يكمن في الإجابة، ومن خلالها يمكنكِ تحديد أي نوع من الصديقات أنتِ مع صديقتكِ أو العكس.

وأرى ألَّا تقطعي صلتكِ بها، ولكن من الممكن أن تجعلي علاقتكِ بها في إطار حدود، والعفو عما سلف من صديقتكِ، وإفراغ قلبكِ من كل شعور سلبي تجاهها، وهذا التصرف سيُشعركِ بالاستقلالية عنها، وستشعرين بثقةٍ كبيرة بنفسكِ، وتعلَّمي أنتِ أن تكوني حازمة، وأن تقولي: لا، عندما ترغبين، وأن ترُدِّي على الأقوال التي لا تُعجبكِ.

من الطبيعي أن تحدث خلافات بين الأصدقاء، لكن من الطبيعي أن تتحدثي مع صديقتكِ بصراحة، ابدئي بمشاركة مشاعركِ واستمعي لوجهة نظرها، قد تساعد هذه المحادثة في توضيح الأمور وإصلاح العلاقة.

إذا كان الأمر مناسبًا، فاعتذري عن أي شيء قد أثَّر فيها، وعن سوء فهمكِ لها، فربما لديها وجهة نظر تقنعكِ، وكوني منفتحة على تبريراتها.

اهتمي بصحتكِ النفسية، ولا تعطي الأمور أكثر من حجمها، وتعرفي على صديقات صالحات جديدات، وشاركي في الأنشطة الخيرية الاجتماعية، واعلمي أن الصداقة الناجحة هي التي تقوم على طاعة ومحبة الله تبارك اسمه.