زوجتي تربي طفلي بطريقة خاطئة

منذ 1 يوم 18

زوجتي تربي طفلي بطريقة خاطئة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/10/2024 ميلادي - 18/4/1446 هجري

الزيارات: 22


السؤال:

الملخص:

رجل يشكو زوجته؛ لأنها تربِّي طفله بطريقة تجعله يرى الأمور كلها من خلالها، ولا يعرف إلا هي، وتصبغ ذلك بقسوة عليه، وهو يخشى أن يشعر طفله بالفقدان والنبذ، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

طفل عمره خمس سنوات، والأم تكره أهلَ الزوج، وتغرس في عقل طفلها أنهم سيئون، وأنهم يكرهون أمَّه، وأن الأم لا تكذب، مع أنها تكذب كثيرًا فيما تقوله للطفل، سؤالي الأول: هل الطفل بهذا العمر يعي الصدق من الكذب في المعاملة، علمًا بأننا عندما نُعلِّمه شيئًا يتعلق بالمنزل وبأمِّه يكون إيجابيًّا جدًّا، ويحسبه تعدِّيًا على أمِّه، ويهاجمنا بعنف، حتى لو لم نذكر اسم أمِّه في الموضوع، السؤال الثاني: هل تعليم الطفل أن الأم لا تكذب صحيحٌ؟ وما أثر ذلك فيه مستقبلًا؟ أرى أن الطفل لا بد أن تتم مناقشته في أي أمر من خلال الحوار، والعلم، ورؤية فيديو يتحدث عن الموضوع المطروح، لا أن يأخذ معلوماته كلها من أمه، فلا يناقش ولا يعارض، فهل تعليمه بهذه الطريقة صحيح؟ السؤال الثالث: رَفَضَ الطفل مرةً مغادرة منزل جَدِّه والذهاب لمنزل والديه؛ بسبب الصراخ المتكرر، ولأنه غير مسموح له أن يدقَّ الباب حتى تناديه أمه، أخشى أن طفلي يشعر أنه منبوذ، أو يشعر بالفقدان؛ لأن أمَّه لا تحن عليه.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الرحمة خير قدوة، الصادق الأمين؛ أما بعد:

فيبدو أن هذا طفلكم الأول، ويبدو كذلك أنكما ما زلتما في سنوات الزواج الأولى، لم تصلا لمرحلة التفاهم الكاملة، عليك أولًا ألَّا تفترض الكمال في أحدٍ، وخاصة في نفسك أو زوجك، ونسعى لأن يدرك كل إنسان عيوبه جيدًا؛ ليتجنب إظهارها أمام الطفل بقدر المستطاع.

أولًا: أنصحكم بالبعد عن التنظير أمام الطفل، فهو الآن سينحاز للأم بطبيعة الحال في المستقبل، سينحاز لمن يحقق له مصلحة أكثر من مال أو ترفيه، وهذه صفات سيئة تُنسِي البِرَّ، وتزيد الأنانية، فبداية لا تُظهِروا خلافكم أمامه أبدًا، حتى لو أخطأت الأم، فاصمُتْ حتى تخلو بها، وتنبِّهها تنبيهًا رقيقًا، نحن لسنا في سباق، نحتاج أن نثبت لبعض أننا علماء!

ثانيًا: خير وسيلة للتربية هي القدوة، إن أردت أن تصنع رجلًا، فكن أمامه رجلًا، إن أردت أن تصنع خطيبًا، فكن أمامه خطيبًا.

ثالثًا: وهذا الأهم: عليكما بالطعام الحلال وبر الوالدين؛ فهما أقرب طريق لصلاح الأبناء، وقبل ذلك تقوى الله، وصدق النصح والنوايا، وحسن الظن بالأم والجَدَّين؛ فقد قال ربك الحق: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]، فالطريق واضح، اسْعَ متوكلًا على الله واجتهد، فالتربية قطعة من العذاب، وصنع الرجال ليس سهلًا، ولكن نتائجه أحلى من العسل، وأنفع من الملايين.

اجعل لك في أبنائك نيةً طيبة، فعلى نواياكم تُرزقون؛ أما عن أسئلتك:

1- نعم، الطفل يعي الصدق من الكذب، ولديه ذكاء فطري لم يلوَّث بعدُ، فيتذكر كل شيء بدقة ويطابقه بالواقع، فإن وجد تعارضًا علِم الكذب من الصدق.

2- لا تُكثروا من التنظير للولد، مع العمر سيضعكم في الميزان، وسيعرف بدقة من يكذب، ومن لا يكذب، ومن أعطى وأحب، ومن كسل وتراجع، تجاهَلْ كون الأم تكذب ولا تكذب، وعلِّمه الأخلاق بالقدوة.

نعم، الحوار هو الأصل، وينمِّي لغة الطفل، فاحرص عليه، واعلم أنك تنقل إليه روحك بالحوار والحديث، وأكْثِرْ من الْمِزاح؛ فهو يجدِّد روح الأبناء، ولكن لا تُكْثِر من الفيديوهات، اجعلها مكافأة له عندما يُحسِن، وشاهد معه وعلِّق له، ما أجمل أن يكون بيننا شاشة مشتركة في هذا الزمن، الذي لا يعرف أفراد البيت فيه أنفسهم!

3- كل الأطفال يحبون بيت الجد؛ لأنه ليس صارمًا في قوانينه، والجد لديه فراغ نوعًا ما، فيُحاور ويضحك ويُدلِّل، فلا تعتقد أن ذلك بسبب قسوة الأم، أو تمسكها بقوانين الأدب مع الطفل.

ثِقْ أنها أمُّه، تحبه وتحرص عليه مثلك، وربما يزيد، لكن واضح أنك شديد الحُنُوِّ عليهم، ومشاعرك تتأثر أسرع منها، فمن حكمة الله أن جَعَلَ الحسمَ عندها؛ لأن التربية تحتاج الاثنين، الحب والحسم، كما جعل ربك جنة ونارًا، وثوابًا وعقابًا، تقبَّلها كما هي، واجتهدا مع الولد في الخير، دون أن ينظر أحد على الآخر، والله يصلح أبناء المسلمين.