علاقة محرمة مع معلمي

منذ 1 يوم 15

علاقة محرمة مع معلمي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/4/2025 ميلادي - 8/10/1446 هجري

الزيارات: 15


السؤال:

الملخص:

فتاة أنشأت علاقة محرَّمة مع معلمها، وهي في السابعة عشرة، ووقعت بينهما تجاوزات لم تصل إلى الزنا، ثم تابت، وتغيرت حياتها للأفضل، لكن فكرةً تطاردها؛ وهي أن الله لم يغفر لها؛ لأن علاقتها به فيها ظلم لزوجته، وتسأل: هل يدخل ما فعلته في باب أذى الآخرين؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا فتاة عُرفتُ دائمًا بتديُّني وحسن أخلاقي، لكني - وعندما كنت في السابعة عشرة – تعلَّقت برجل أكبر مني بنحو ثماني عشرة سنة؛ وهو معلِّمي، وضعُفت أمام إقناعه بحبه لي؛ لأن أبي كان بعيدًا عني، ولم أشعر بوجوده قط؛ فتعلقت بأي رجل كبير يعطيني اهتمامًا، المهم أنني قبِلت من معلمي هذا على أساس أنني سأكون زوجة ثانية، وبدأ يستغلني، ويطلب مني أشياء محرَّمة، ويُهدِّدني بأن يتركني، لم أتحمَّل فراقه، وقعت بيننا تجاوزات لم تَصِل إلى الزنا، وبعدها تركته مباشرة وتُبتُ إلى الله، وقد مرَّ على هذا الأمر خمس سنوات، وفَّقني الله فهيا وتغيرت للأفضل في جميع النواحي، المشكلة أنني بعد أن كبِرتُ ونضجت، صارت تأتيني أفكار ووساوس أن الله لم يغفر لي؛ لأنني ظلمت زوجته، مع أنها لم تدرِ قط بعلاقتنا، وأن نيتي لم تكن أذاها، بل كنت أريد الزواج منه، فهل توبتي من العلاقة بهذا الرجل المتزوج تقتضي طلبَ السماح من زوجته؟ وهل الله سبحانه وتعالى لا يغفرها؛ لدخولها في باب أذى الآخرين؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين أنْ تفضَّل علينا بشهر عظيم، أعاننا الله على صيامه وقيامه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل السلام، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه؛ أما بعد:

فأولًا: أُخَيَّتِي، بفضل الله تعالى ومَنِّه وكرمه جُعِلَ باب التوبة مفتوحًا أمام كل مذنب، ولا يُغلق هذا الباب في وجه أحد، حتى تَطْلُعَ الشمس من مغربها، والحديث عن الأمر بالتوبة والاستغفار، والعودة إلى الله.

صفحات الأمة الكبار تعجُّ بأهمية الاستغفار، فصفحة الإمام ابن باز تتحدث عن أهمية التوبة وشروطها، وبالأدلة من القرآن والسنة، وهناك رابط بالشبكة يتحدث عن: (باب التوبة مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها).

والشاهد هو ما دامت الشمس لم تشرق من مغربها وتُبتِ إلى الله، فأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم هذه التوبة، وأن يصلح الله قلبكِ وعملكِ وسائر المسلمين.

أخيتي: أما سؤالكِ الآن: هل التوبة من العلاقة مع رجل متزوج تتطلب السماح من زوجته؟ خاصة بعد خمس سنوات من قطع العلاقة، والتوبة إلى الله عز وجل توبة نصوحًا، ما هي إلا وساوس من الشيطان.

ولأن الزوجة بالأصل لم تعرف بالعلاقة، وأيضًا لم تتعرَّف عليكِ، فأحْسِني الظن بالله، وإياكِ من وساوس الشيطان ما دمتِ تُبتِ إلى الله، وعزمت على عدم العودة، وقطعت علاقتكِ، مع الإكثار من التقرب إلى الله؛ عن طريق الأذكار والتسابيح والتهليل، وفِعْلِ النوافل، والعودة إلى معرفة شروط التوبة، وهي لكل من ارتكب ذنبًا من حقوق الله المحرمة، التي ليس فيها حق للعبد (سرقة، غِيبة، نميمة، وغيرها من المحرمات)، التي يجب أن ترد الحقوق إلى أصحابها، أو طلب السماح.

توكَّلي على الله، وندعو الله لكِ أن يمُنَّ عليكِ بقبول التوبة، ويهديكِ لسواء السبيل، وأن يلهمكِ الصواب في الأمور كلها، واعلمي أن صفحة ابن باز تتحدث عن أهمية التوبة وشروطها بالأدلة من القرآن والسنة، وفيها أن الله أعطى ثلاث عطاءات ربانية لكل من يضعف أمام فتن الدنيا ومغرياتها، نذكر منها في هذا السياق ما اختص برحمة الله، وباب التوبة المفتوح، وفضل صلة الرحم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يتعلق برحمة الله بعباده: ((لما قضى الله الخَلْقَ، كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي)).

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خَلَقَ يوم خَلَقَ السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق بين السماء والأرض، رحمة فيها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة)).

وكذلك ذَكَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب التوبة بقوله: ((إن من قِبَلِ مغرب الشمس بابًا مفتوحًا عرضُهُ سبعون سنة، فلا يزال ذلك الباب مفتوحًا للتوبة حتى تطلع الشمس نحوه، فإذا طلعت من نحوه، لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا)).

وأخيرًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وَصْلِ الله لمن يَصِلُ رَحِمَه: ((إن الله خَلَقَ الخَلْقَ حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، أمَا تَرضَينَ أن أصِلَ من وصلكِ، وأقطع من قطعكِ؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 22 - 24].

والشاهد هو: ما دامت الشمس لم تشرق من مغربها وتُبتِ إلى الله، فأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم هذه التوبة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.