♦ الملخص:
فتاة مخطوبة لشابٍّ لمست منه بعض المواقف التي بدا فيه بخيلًا؛ من إهداء الرخيص من الهدايا، وشراء الرخيص من الأثاث، وكذلك لمست من أهله بخلًا مع ما هم فيه من مستوى مادي جيد، ومن جهة أخرى فهو ليس بخيلًا بمشاعره تجاهها، وفيه مواصفات جيدة، وتسأل: هل تدل تلك المواقف على بخله أم لا؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا فتاة في أول العشرينيات، خُطبتُ لشابٍّ يعمل في وظيفتين يحصل منهما على 9000 جنيه مصري، ويقوم بتشطيب شقته، ويدخر المال من أجل شراء العفش، المشكلة أنني أشُكُّ في بخله وبخل أهله؛ فمستواهم المادي يبدو جيدًا، ومع ذلك فلا يظهر عليهم شيء من ذلك، ومن أمارات بخلهم أنهم حمَّلوني وأهلي تكاليف كبيرة في الخطوبة، لكنهم لم يُكلِّفوا أنفسهم إلا حلوى رخيصة قليلة، وكانت "الشبكة" قليلة أيضًا، ولبِس ملابس قديمة في حفل الخطوبة، فأخبرته أن يهتم بهندامه؛ إذ يبدو أنه قليل الفهم، أو لا يهتم بمثل هذه الأمور، وفي عيد ميلادي أهداني هدية رخيصة، وتورتة صغيرة، واختلف مع أهلي حول المطبخ؛ فهو يريده رخيصًا، وفي الخروج معه لا يختار إلا الأماكن الرخيصة، ولم يوافق على الذهاب إلى مكان متوسط إلا بعد أن أخبرته، ووافق على مضضٍ، ومما لمسته من بخل أهله أن والديه يعملان في مناصب مرموقة، ومع ذلك يبدو أثاث بيتهم قديمًا جدًّا، وأشعر أنهما يبخلان على أولادهما؛ فقد علمت من خطيبي أنه يعمل منذ كان صغيرًا، ومما أحسست منه البخل فيه أنه يتكلم صراحة عن أنه لن يشتري لي ملابسَ بعد الزواج؛ إذ ليس لها حاجة؛ لأن عندي ملابسَ من تجهيزات الزواج، ويُصرِّح أيضًا لي أنه لن يُخرجني للتنزه بعد الزواج، وأرى أنه يقول أشياءَ لا ينبغي أن يقولها، ومن جهة أخرى ففيه كل المواصفات التي أريدها، وخلال مدة الخطبة – وهي ثلاثة أشهر – لم يزُرنا إلا مرتين، وفي كل مرة يُحضر الهدايا، وكلما خرجنا تكفَّل هو بالإنفاق، كما أنه ليس بخيلًا بمشاعره، بل أشعر أنه يُحبني، ويُكلِّف نفسه الاتصال بي، فهل هو بخيل أو لا؟
مناقشة المشكلة:
أولًا: ذكرتِ أختي السائلة في رسالتكِ، أنكِ وجدتِ كل الصفات التي تريدينها في هذا الزوج، ولم تذكُري دينه وخلُقه، وهي الأصل، فإن كانت فيه، فما بعدها خير على خير.
ثانيًا: بيَّنتِ أن الرجل يعمل في وظيفتين، ويشطب شقته، ويدَّخر مالًا؛ من أجل العفش والتأثيث، وهذا هو عين الصواب، بل هذا هو العقل، الذي يتمتع به الشاب الطموح، مع بداية تأسيس بيته وحياته الزوجية.
ثالثًا: بالنسبة لشراء هدايا أو أغراض متوسطة وتؤدي الغرض، ليست دليلًا على البخل كما تتصورين، فربما الإمكانيات لم تسعفه؛ لأن همَّه الأكبر الشقة والعفش، وربما النمط عندهم هذا كافٍ ووافٍ.
رابعًا: ذكرتِ أنه يبادر بالإنفاق والعطاء حال خروجكم، ويدفع مصاريف الشراء، وهذه صفة جيدة ليست صفة بخيل.
خامسًا: شعرتِ بأنه قليل الفهم، فما أدري ما هي المؤشرات التي حكمتِ عليه بها؟ هذا الأمر يحتاج إلى دليل واضح، ليس مجرد شكٍّ أو ظن؛ ولهذا مقاييس طبية عقلية تحدد: هل ضعيف الفهم أم لا؟ فلا أرى أن تُطلقي الحُكم هكذا جزافًا، إلا إذا لاحظتِ أثناء الحديث معه والنِّقاش، هذه الصفة، فهذا أمر آخر.
سادسًا: لا يجوز لكِ الخروج معه قبل كتب الكتاب، وعقد النكاح بشروطه المعتبرة، فانتبهي لذلك ولا تقعي في المحظور.
سابعًا: بينتِ أن الرجل لا يبخل بمشاعره، من الحب والتعامل الحسن، وهذه صفة حسنة.
ثامنًا: بالنسبة لأهله، وما هم عليه، فهذا شيء يخصهم، كل عائلة لها نمط حياتها؛ فليس الذي يعيش في الريف مثل الذي يعيش في المدينة، في مأكله وملبسه، حتى ولو كان غنيًّا، فقد يعيش في بيئة هذا نمط حياتهم.
تاسعًا: بينتِ أن الرجل يسمع التوجيه والإرشاد لِما هو أفضل، ويستجيب لطلباتك، فلا تُكثري عليه، واجعلي همَّكِ أولًا هو الشقة والعفش، واحذري أن تتورطوا في ديون من أجل الكماليات، أو من أجل ما يقول الناس، فلتعيشوا عيش الوسطية.
عاشرًا: سارعوا في عقد النكاح، فلا تبقى علاقتكم هكذا بدون ارتباط شرعي، فتقعوا في المحظور، بقصد أو بغير قصد.
حادي عشر: لقد تبينَت لكِ بعض المؤشرات التي تدل على عدم اتصافه بالبخل، من مبادرته بالدفع، وشرائه لما تطلبين، وسماعه لرأيكِ وتوجيهكِ.
ثاني عشر: لا تسبقي الأحداث بعد الزواج ماذا سيحصل، فأنتِ تسطيعين بفراستكِ وحسن تبعُّلكِ لزوجكِ وطاعتكِ له، واحترامكِ له وتقديركِ لأهله، أن تكسبي قلبه، حينها يُلبي لكِ كل طلباتكِ، والعكس بالعكس.
كتب الله لكِ الخير، وجمع بينكما على طاعته.