تكلمت مع الفتيات باسم مستعار

منذ 2 أيام 20

تكلمت مع الفتيات باسم مستعار


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/1/2025 ميلادي - 8/7/1446 هجري

الزيارات: 34


السؤال:

الملخص:

شابٌّ أنشأ حسابًا مزيفًا على مواقع التواصل، وأغرى بعض الفتيات بإرساله صورًا لرجل وسيم، ثم ندِم وتاب، وحذف الحساب، ويسأل: هل يجب أن يخبرهن الحقيقة؟

التفاصيل:

اقترفت ذنبًا عظيمًا؛ فقد أنشأت حسابًا على مواقع التواصل باسم مستعار، وأرسلت صورةَ رجلٍ جميلٍ إلى فتاة على أنها صورتي؛ من أجل إغرائها، ثم إنني ندِمت على ما فعلتُ، وحذفت الحساب، وقطعت علاقتي مع الفتيات، لكن سؤالي: هل يجب عليَّ إخبارهن الحقيقة؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، النبي الأمي الأمين، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فالحمد لله الذي لم يكتب علينا رَهْبَنَةً ابتدعها النصارى، ولم يجعل بيننا وبينه وسيطًا، وهذه هي نعمة التوحيد تمنح للعبد كرامةً وحرية، ولا تجعله صغيرًا ذليلًا أمام عبدٍ مثله، بل يقصِر الإسلام مَذَلَّةَ العبد على الله وحده الكريم العفوِّ، القويِّ المتين.

لا تخبر أحدًا كائنًا من كان بذنبك، أنت وربك فقط، تُبْ واستغفر، وابْكِ وتصدَّق، وعاهِدِ الله على ألَّا تعود لهذا الذنب مرة أخرى، وكلما شعرت بالذنب تجاه من أذنبت في حقهم، فاستغفِرْ لهم بينك وبين الله، ولو كنتَ في سَعَةٍ، فتصدَّق عنهم ولو بالقليل، وربك غفور رحيم.

فإن أخبر كلُّ فرد الآخرَ بما كان منه من ذنب أو حسد، أو غِيبة أو نميمة، تقطَّعت العلاقات، وفسدت المحبة، وانتشرت المعارك والانتقامات، وفسدت الجمعية البشرية؛ لذلك جعل الله التوبةَ إليه وحده، إلا إن كان حقًّا ماديًّا؛ كسرقة المال، أو استخدام الأدوات بلا علم أو إذنٍ، هنا يُفضَّل المصارحة مع ردِّ المال أو التعويض المناسب، والأمر فيه تفصيل ليس مكانه، أما ما كان من حسد أو غلٍّ، أو غَيرة أو فعلٍ مثل فعلتك، فمعالجة القلب بالتوبة هي الأفضل والأحب والمأمور بها في ديننا؛ يقول ربك الحق: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ [الفرقان: 70، 71].

فالتوبة لله، وليست للبشر، وصدقها وإتْباعُها بعمل صالح يجعل الله بلطفه وكرمه يقبلها، بل يبدل سيئاتِك حسناتٍ، اشغل نفسك يا بُني، فما أوقعك إلا الفراغ، أثار فضولك وشهوتك، وأوقعك فيما وقعت فيه، املأ وقتك بالمفيد ليزاحم الخطأ؛ من عمل أو دراسة أو حفظ، أو قيام على شؤون أسرتك وبرِّ والديك، اشغل نفسك بالحق؛ حتى لا تشغلك بالباطل.