وفاة "آخر عرابي المافيا".. ميسينا دينارو الذي طاردته الشرطة لـ30 عاما يُدفن في صقلية

منذ 1 سنة 95

رافقت الشرطة الإيطالية جثمان زعيم المافيا الصقلية ماتيو ميسينا دينارو إلى مسقط رأسه، حيث من المتوقع أن يتم دفنه سريعاً وبدون مراسم تذكر. وتوفي دينارو الذي ألقي القبض عليه في يناير/كانون الثاني الماضي بعد ثلاثة عقود من الفرار، يوم الاثنين في مستشفى بوسط إيطاليا، آخذا أسراره الوحشية إلى القبر.

وقالت الوكالة الإيطالية للأنباء إن الشرطة عادة ما تحظر مراسم جنازات زعماء المافيا، ومن المتوقع أن يحضر دفنه في مقبرة البلدة عدد قليل من أفراد الأسرة، بما في ذلك شقيقتان وأخ.

وكان ميسينا دينارو، المتوفي عن 61 عاماً، واحداً من أكثر زعماء عصابة "كوزا نوسترا" دموية، وهي عصابة إجرامية صقلية، تمحورت حولها أحداث أجزاء فيلم "العراب" الشهير (ذا غادفاذر). 

وبعد رحلة هروب مثيرة استمرت 30 عاماً، وقع دينارو في قبضة الأمن الإيطالي مطلع العام الحالي، حيث أجبرته الإصابة بسرطان في القولون على اتخاذ قرار تلقي العلاج، الذي أدى إلى توقيفه في أعقاب زيارة إلى عيادة في مدينة باليرمو عاصمة صقلية.

ولا يُعتقد أنه قدّم أي معلومات للشرطة بعد إلقاء القبض عليه.

وأصدر القضاء الإيطالي 6 أحكام غيابية بحبس دينارو مدى الحياة، ووجهت إليه اتهامات عدة  تشمل اغتيال قاضيين شهيرين متخصصين في مكافحة الجريمة المنظمة في تسعينيات القرن الماضي، جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو.

كما أدين بالضلوع في تفجيرات أوقعت قتلى شهدتها روما وفلورنسا وميلانو عام 1993، وأيضًا في خطف فتى يبلغ 12 عاماً هو ابن شاهد في قضية فالكوني، وقتله لاحقاً.

وفُقد أثر ميسينا دينارو في صيف عام 1993 وبات اسمه يتصدّر لائحة المطلوبين في إيطاليا، وكثرت التكهّنات بشأن مكان وجوده، حتى تحوّل على مدى ثلاثة عقود إلى شخصية أسطورية تغذّي المخيال الشعبي. 

ويٌقال إنه كان يتواصل من مخبئه الفاخر، مع أعضاء المافيا الآخرين عبر "بيتزيني"، وهي قطع صغيرة من الورق مكتوبة أحياناً برموز يوزعها رسل، واعترضت الشرطة بعضها.