استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 3/6/2024 ميلادي - 26/11/1445 هجري
الزيارات: 14
♦ الملخص:
رجل لديه مخاوف ووساوس من الحديث عن نهاية العالم ويوم القيامة، ويريد حلًّا لهذه المشكلة.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم، أنا أعاني من الخوف من نهاية العالم واقتراب يوم القيامة، الأمر الذي يُزعجني كثيرًا، وكان له تأثيرٌ سيءٌ على كل جوانب حياتي، مع أنني أتناول الدواء منذ عامين، عندما أسمع أو أقرأ شيئًا عن هذا أُواجه عودة المخاوف، أرجو مساعدتي.
أخي الكريم، مرحبًا بك، أنت كما ذكرتَ مهنتك في التجارة والبيع، وأنت بخبرتك المهنية تعلَم أن البضاعة التي لا إقبال عليها ولا فائدة من بيعها، تقوم بعمل خطة كبائع للتخلُّص منها ولا تحتفظ بها، وهذه هي الإستراتيجية التي أُريدك أن تتعامل بها مع مشكلتك القديمة، وأنت كما ذكرتَ في سؤالك فإن مشكلتك فكرية في الأساس، ولهذا ستحتاج إلى عمل فكري لتصحيح أفكارك التي تتسبَّب في مشكلتك، وقد تحتاج إلى متابعة بعض برامج طُرق تعديل الأفكار على اليوتيوب، وعلى طرق التخلص من المخاوف، كما تحتاج إلى التعرف على نظرة الإسلام إلى الكون والحياة وخَلْق الإنسان ومهمته، كلُّ ذلك سيساعدك بإذن الله على علاج مشكلتك حتى تَصِل إلى إنهائها إن شاء الله.
وهنا بعض الإرشادات التي ستساعدك بإذن الله:
1- دراسة الإيمان بوعي وبعلمٍ؛ لتتعرف بشكلٍ صحيحٍ على سبب خلق هذا العالم، وعلى أسباب وجودنا فيه، ودورنا الذي من أجله وجدنا في هذا العالم، وخيرُ ما يدلك على ذلك، هو القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
2- عليك أن تقومَ بعقد مقارنة لنسبة مخاوفك طول عمرك السابق بنسبة تحقُّق تلك المخاوف، وسوف تدلُّك تلك المقارنة على أنك تضخِّم الخوف من غير دليلٍ واقعي على حدوث ما تخافه.
3- التدرب على تقنية الاسترخاء وتطبيقها عدة مرات في اليوم؛ لتُخفِّض من مستوى قلقك وتوتُّرك.
4- ممارسة نمط حياة صحي في الأكل والشرب، وممارسة رياضة مناسبة، والنوم بشكل كافٍ ليلًا؛ لأن ذلك من أهم الأمور في تخفيف حِدَّة المشكلات النفسية والفكرية.
5- الخروج من دوَّامة لوم النفس واجترار الماضي السلبي؛ لأن ذلك يُبقي المشكلة القديمة حيةً قوية؛ مما يجعل تأثيرَ الماضي السلبي يمتد إلى الحاضر بشكل قوي ومؤثر.
6- التصالح مع ضَعفك البشري، وعدم قدرتك على تغيير سُنة الحياة، وهذا يجعلك:
• تحرِص على الانشغال بما تَقدِر عليه عمليًّا.
• كما يجعلك تتجنَّب التفكير فيما لا تَقدِر على تغييره.
7- تذكَّر أنك تعيش هذه المشكلة منذ أربعين عامًا دون حلٍّ لها، ومع ذلك لم يحدُث شيءٌ من مخاوفك، وهذا ما يجب أن يقودَك إلى ترْكها والتخلص منها لا إلى التشبُّث بها وتَقْوِيتها! وقد قيل: "الحيلة فيما لا حيلةَ فيه هي تركُ الحيلة".
8- وهذا يقودنا إلى أنه عليك أن تستبدل بأنشطة حياتك أنشطةً أخرى، واكتساب هوايات مناسبة تَملأ بها وقت فراغك؛ لأنك إذا غيَّرت سلوكك فستتغير أفكارك.
9- يبقى دائمًا أفضل حلٍّ للخوف هو اللجوء إلى الله، والدعاء بما يساعد على ذلك مما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: اللهم آمِن رَوعاتي واستُر عَوراتي.
تمنياتي لك بالتوفيق والسلامة.