هل أنا خائنة؟

منذ 1 يوم 28

هل أنا خائنة؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/12/2024 ميلادي - 1/6/1446 هجري

الزيارات: 40


السؤال:

الملخص:

فتاة تسأل عن إعجابها ببعض الدكاترة الذين تتابعهم، وعما إذا فعلت أشياءَ مع زوجها كانت قد فعلتها مع أناس قبله في الماضي، هل تعد بذلك خائنة؟

التفاصيل:

أنا فتاة لم أتزوج بعدُ، أتابع في هذا الأوان أحد الدكاترة؛ لأُطوِّر من نفسي، وقد بادرني شعورُ إعجابٍ به ثم اختفى، فهل إن تابعت هذا الدكتور مستقبلًا وطبَّقت نصائحه، فهل أُعَدُّ خائنة لزوجي؟ وما الحكم إن فعلتُ أشياء مع زوجي في المستقبل تذكِّرني بأشخاص كنت معجبة بهم في الماضي، وقطعت علاقتي بهم، فهل أنا خائنة؟ وهل ما أعانيه وسواس؟

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحِّب بكِ أختنا في شبكة الألوكة، ونشكر لكِ انضمامكِ لها، داعينَ الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ؛ أما بعد:

فيتزوج الإنسان ليعفَّ نفسه ولا يقع بالحرام، وليكوِّن أسرة وينجب أطفالًا يُكثِّر بهم سواد الأمة، اعقدي النية على ذلك ابتداءً.

وسؤالكِ عن هذا الأمر يدل على الإخلاص والأمانة، وعلى طهارة قلبكِ، وعدم قبولكِ بالخطأ والزَّلَلِ.

الإخلاص للزوج واجب شرعي، وقد أكدت عليه شريعتنا الغرَّاء، وجعلته حقًّا مشتركًا بين الزوجين، كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفيًّا للسيدة خديجة، حتى بعد وفاتها، وكان يقدم الهدايا لصديقاتها، ويُذكِّرها بالخير دائمًا.

فعندما تختارين زوجًا، سيشغل قلبكِ وفكركِ هو وليس سواه، وستنسين من كنت تتابعين من المشاهير، وسيكون تركيزكِ على زوجكِ، واعقدي النية في حينها على الإخلاص الكامل له، وسيوفقكِ الله إن عزمتِ على ذلك.

أما بالنسبة لذكرياتكِ السابقة بالإعجاب بالمشهور الذي كنت تتابعينه، فأنتِ تتابعينه للاستفادة من علمه، يمكنكِ متابعته دون إمعان النظر في وجهه وهذا من غض البصر؛ قال جل وعلا: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31].

"فغضُّ البصر مطلوب، وإذا رأت المرأةُ الرجالَ من غير شهوة، فلا حرج في ذلك، كما تنظر إليهم في الأسواق، وفي المساجد، لا حرج في ذلك، لكن كونها تغض البصر احتياطًا حتى لا تقع الشهوة، وحتى لا تقع الفتنة، هذا مطلوب عند الحاجة إليه.

أما إذا كان النظر ليس معه شهوة؛ كنظرها في الأسواق، النظر العادي، وفي المسجد إذا دخلت المسجد تصلي مع الناس، النظر العادي، أو للاعبين مثلما نظرت عائشة للحبشة من غير شهوة، فلا حرج في ذلك، والحمد لله"؛ هذه فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله:

https://goo.su/jqSw0gF

تذكري - أختي - أن كلَّ إنسان له حسناته وسيئاته، والكمال لله وحده، فلا تتوقعي المثالية في أشخاص لا تعرفينهم، ولا تشغلي فكركِ وقلبكِ في شيء لا يعود عليكِ بالنفع.

ركزي في حياتكِ ومستقبلكِ، وفي الرجل الذي تختارينه، ويرزقكِ الله به، وسيعوضكِ هذا الزوج ويُلغي كل الأفكار التي تحملينها في ذهنكِ.

ما يتبقى في قلبكِ من إعجاب بعد كل المحاولات من قلبكِ، يعفو الله عنها، ولا تُعَدُّ من الخيانة.

أرتب لكِ الأفكار السابقة كالآتي:

1- عقد النية على الإخلاص للزوج.

2- متابعة المشهور للاستفادة من علمه وليس للنظر في وجهه.

3- غض البصر واجب.

4- إذا رأت المرأة الرجلَ من غير شهوة، فلا شيء في ذلك، المهم ألَّا تتقصد النظر.

5- كل إنسان له حسناته وسيئاته، فلا تتوقعي المثالية والكمال فيمن تتابعين؛ حتى لا يشغل فكركِ.

6- مهما خطرت لكِ من أفكار إعجاب، فعليكِ التركيز على زوجكِ وبيتكِ، هو أمانكِ وحمايتكِ وعفتكِ.

7- ما يتبقى من إعجاب بعد كل المحاولات الحثيثة من قِبَلِكِ على عدم تقصُّد النظر، يعفو عنه الله، ولا شيء عليكِ في ذلك، فالدين يُسْرٌ ورحمة، فلا تفكري كثيرًا في أنكِ خائنة؛ حتى لا تدخلي في الوسوسة.

وفقكِ الله، ورزقكِ الزوج الصالح الذي يملأ عينكِ وقلبكِ.