وزير الخارجية الإسرائيلي في كييف.. هل تتخلى تل أبيب عن سياسة الحياد؟

منذ 1 سنة 192

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 16/02/2023 - 11:44

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين   -  حقوق النشر  أ ب

وصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى العاصمة كييف صباح يوم الخميس للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا.

وتعتبر هذه الزيارة، التي ظلت بسبب مخاوف أمنية طي الكتمان حتى وصل كوهين إلى بوتشا، الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي إلى كييف منذ اندلاع الحرب قبل نحو عام.

وبعد أن زار كوهين تركيا ليوم واحد، هبط في زوسوف في بولندا ليلة الأربعاء، ثم استقل ليلاً ووفده المرافق قطاراً من مدينة برزيميسل الحدودية البولندية إلى العاصمة كييف.

زيارة كوهين بدأت في بوتشا إحدى ضواحي كييف حيث عثر على عشرات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة خلال العام الماضي، وبابين يار الوادي القريب من العاصمة والذي قتل فيه النازيون الألمان إبان الحقبة النازية أكثر من 30 ألف يهودي في سبتمبر/أيلول 1941.

وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال كوهين "في العام الماضي، وقفت إسرائيل إلى جانب الشعب الأوكراني وإلى جانب أوكرانيا، واليوم ستعود السفارة الإسرائيلية في كييف إلى نشاطها بهدف تعزيز العلاقات بين الدولتين".

ومن المتوقع أن يعود وزير الخارجية إلى إسرائيل صباح يوم الجمعة بعد مغادرته ليلاً في رحلة ثانية إلى بولندا.

نتنياهو يبحث عن مكاسبه الشخصية؟

كانت حكومة إسرائيل السابقة برئيسيها، نفتالي بينيت ويائير لبيد، قد اختارت البقاء إلى حد كبير على موقف محايد بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع كل من موسكو وكييف.

حينها لم يخجل المسؤولون الأوكرانيون من الإعراب عن استيائهم من الموقف الإسرائيلي، وطالت انتقادات عدة تل أبيب لعدم اتخاذها موقفاً حازماً مما يحصل ورفضها تزويد كييف بنظام القبة الحديدية للدفاع الجوي إضافة إلى رفضها الانضمام إلى العقوبات التي يقودها الغرب ضد روسيا. 

ومن المتوقع أن يسلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي سبق أن تحدث عن مراجعة السياسة الإسرائيلية بشأن هذه الحرب، المسار نفسه. لكن زيارة حليفه في حزب الليكود، تأتي كدلالة على حرص نتنياهو الذي عاد إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على إحداث فارق في علاقاته مع كييف.  

ويحرص نتنياهو مع تعرض حكومته لانتقادات واسعة من قبل الحلفاء الغربيين بسبب قرارها توسيع الاستيطان واقتراح إضعاف القضاء بشكل كبير على إظهار حسن نيته تجاه أوروبا والولايات المتحدة. ومن المؤكد أن زيادة الدعم لأوكرانيا، القضية التي تهيمن على نقاش صناع السياسة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ستكسبه بعض النقاط.

وعلى الرغم من مواقف كوهين السابقة والتي أثارت غضب كييف في الأسبوع الأول من توليه منصبه، عندما أعلن أن إسرائيل "ستتحدث أقل" عن الحرب،  لاقت زيارته اهتماماً واسعًا في الأوساط الأوكرانية.  

القبة الحديدية والوساطة

كان نتنياهو قد أعرب في وقت سابق من هذا الشهر، في مقابلة أجراها مع شبكة "سي إن إن"، عن استعداده للنظر في التوسط بين روسيا وأوكرانيا إذا طلب منه البلدان المتحاربان والولايات المتحدة ذلك.

وقال حينها "إذا طلبت مني جميع الأطراف المعنية ذلك، سأفكر بالتأكيد، لكنني لا أفرض نفسي". وأضاف أن ذلك يجب أن يكون في "الوقت المناسب والظروف المناسبة".

وأشار إلى أنه يبحث عن تزويد أوكرانيا " بمساعدات من نوع آخر" إلى جانب تقديم المساعدة الإنسانية وسط مخاوف بشأن "العلاقة المعقدة" بين تل أبيب وموسكو وحاجة الدولة العبرية إلى الاحتفاظ بـ "حرية التصرف" في سوريا.

وعندما سئل عن تزويد كييف بـ"القبة الحديدية" وهو نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، قال نتنياهو "ننظر في ذلك". وأشار أيضاً إلى أن إسرائيل كانت تساعد أوكرانيا من خلال العمل "ضد أسلحة إيران التي تستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا". 

ويُزعم أن الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل والتي استهدفت في أواخر الشهر الماضي مدينة أصفهان الإيرانية طالت مصنعاً عسكرياً حيث تطور إيران تكنولوجيا الصواريخ النووية والطائرات بدون طيار. 

وتبيع إيران طائرات كاميكازي المتطورة بدون طيار إلى روسيا والتي يُزعم أنها تستخدم بعد ذلك لمهاجمة البنية التحتية المدنية والحرجة في أوكرانيا. ومن المقرر أن يحضر كوهين خلال زيارته هذه، مراسم لإعادة فتح سفارة إسرائيل بشكل دائم في كييف، كما سيلتقي بأعضاء الجالية اليهودية.