بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 15/02/2023 - 12:24
ذخائر قرب دبابة روسية مدمرة في أوكرانيا [أرشيف] - حقوق النشر AP Photo/Vadim Ghirda
يطالب السياسيون الأوكرانيون والقوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية حلفاءهم الغربيين بتزويدهم بالمزيد من الذخائر، في وقت يكثف فيه الجيش الروسي من هجماته في شرق وجنوب أوكرانيا.
معدّل استهلاك مرتفع جداً
في الأشهر الأولى للحرب، أشارت تقارير إلى إطلاق القوات الروسية لحوالى 20 ألف ذخيرة مدفعية بشكل يومي مقابل ما بين ستة وسبعة آلاف ذخيرة أوكرانية يومياً. ومع أن المعدّل انخفض قليلاً في الأشهر اللاجقة، إلا أن روسيا زادت من إنتاجها العسكري بشكل مطرد.
زيارات دميتري ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي حالياً، إلى مراكز الصناعات العسكرية، خير دليل على السعي الروسي الحثيث لتأمين كلّ ما تطلبه القوات العسكرية على الجبهة.
وهذا ما كان وعد به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما قال منذ شهر تقريباً إن "روسيا ستفعل كل ما يلزم من أجل الجيش". ولذا، لم يكن مستغرباً قول أحد أكبر مراسلي وسائل الإعلام العالمية إن الدولة الروسية تتحول إلى "دولة عسكرية" بكل ما للكلمة من معنى.
"استهلاك يفوق قدرة إنتاجنا"
يحتاج الجيش الأوكراني إلى ما يفوق قدرة حلفائه والمجتمع الدولي على الإيفاء به. هذا ما لم يخفه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، الذي قال أمس الثلاثاء إن "المعدل الحالي لاستخدام أوكرانيا للذخيرة أعلى بكثير من معدل إنتاجنا".
وأضاف خلال اجتماع الحلف في بروكسل "هذا يستنزف مخزوننا ويضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط"، داعياً إلى زيادة معدلات الإنتاج من جهة والاستثمار في الطاقات الإنتاجية من جهة أخرى.
ونوّه ستولتنبرغ إلى أن الحلف لاحظ معدل الاستهلاك الأوكراني المرتفع منذ فترة والآن يحاول الحلف تدريب الأوكرانيين بطريقة تسمح لهم باستهلاك الذخائر بطريقة أقل.
وفي الأشهر الماضية أيضاً ذكرت تقارير أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل وكوريا الجنوبية تزويد الجيش الأوكراني بالذخائر الموجودة على أراضيها نتيجة الاستهلاك المرتفع جداً.
تسليح فردي وغير موحّد
تمدّ حالياً حوالى 20 دولة بالاتحاد الأوروبي أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى تركيا وبريطانيا والنرويج وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. لكن تلك الدول خفضت إنتاج الأسلحة بها خلال الأعوام القليلة الماضية حتى صارت مصانعها لا تستوعب الاحتياجات الأوكرانية الحالية.
وليس هناك من مشروع موحد حتى الآن، إذ أن مبادرات تسليح أوكرانيا فردية، حيث تحدد كل حكومة عدد الدبابات أو الراجمات الذي سترسله للجيش الأوكراني.
وتواصل دول حلف شمال الأطلسي الأربعاء في بروكسل مفاوضاتها لتسريع تسليم الأسلحة والذخائر لكييف ولكن لا يبدو حتى الآن أن هناك مسعى لتوحيد هذه التوصيلات.
ومع اشتداد الضغوط العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا، شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء على ضرورة إيصال إمدادات الأسلحة إلى بلاده سريعاً.
ألمانيا وزيادة الإنتاج
قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على هذا الصعيد إن "الكل يدرك أن مسألتي الدفاع الجوي وإعادة تزويد (أوكرانيا) الذخيرة أكثر أهمية في الوقت الحالي من مناقشة إرسال مقاتلات".
وأعلن بيستوريوس أنّ الصناعة الألمانية ستعيد إطلاق خط إنتاج ذخيرة لدبابات الدفاع المضادة للطائرات من طراز غيبارد. وأشار إلى أنه "جرى توقيع العقود مع الشركات المصنعة وسنستأنف فورا إنتاجنا في راينميتل ذخيرة غيبارد".
وعقب الاجتماع، أعلنت دول عدة مساهمات من بينها تقديم فرنسا وإيطاليا منظومة الدفاع الجوي مامبا [سام-تي] المماثلة لمنظومة باتريوت بقيمة 500 مليون يورو.
كذلك، ستنتج فرنسا قذائف عيارها 155 مليمتراً بالتعاون مع أستراليا، وستسلّم دبابات "آي إم إكس-10" الموعودة لأوكرانيا في الأيام المقبلة.