هل تمهد زيارة مسؤول صيني كبير إلى موسكو للقاء بين بوتين وشي جين بينغ؟

منذ 1 سنة 228

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 23/02/2023 - 08:42

بوتين مستقبلاً وانغ يي في موسكو

بوتين مستقبلاً وانغ يي في موسكو   -  حقوق النشر  Anton Novoderezhkin, Sputnik, Kremlin Pool Photo via AP

زار مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية لدى الحزب الشيوعي الصيني، وانغ يي، موسكو الثلاثاء والأربعاء، حيث اجتمع بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبأعلى شخصية أمنية في البلاد، نيكولاي باتروشيف، وأيضاً بوزير الخارجية سيرغي لافروف.  

وعلى الرغم من أن الصين تعتبر "سيادة الدول على أراضيها" أحد أبرز العوامل التي تدير دفة دبلوماسيتها الخارجية، إلا أن مراقبين يقولون إنها مؤخراً تقترب أكثر فأكثر من موسكو. 

ويرى البعض في هذه الزيارة تمهيداً لزيارة من عيار أثقل. 

هناك أسباب كثيرة قد تشرح هذا التقارب، ولكن ربما تكون مسألة تايوان، والدعم الأمريكي المتزايد للجزيرة، السبب الأساسي فيه، إضافة إلى رغبة مشتركة لدى البلدين بمواجهة الهيمنة الغربية على العالم.  

صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قالت يوم الثلاثاء نقلاً عن مصادر صينية إن الرئيس شي جين بينغ يخطط لزيارة موسكو في الأشهر المقبلة وللقاء بوتين. ولم يصدر تعليق رسمي من جانب بكين على هذه التقارير ولكن شي كان زار طهران هذا الشهر، وفي الواقع، لا شيء يمنعه من زيارة موسكو أيضاً. 

وإذا حصلت الزيارة حقاً، ستكون بمثابة تغيّر جذري لمسار الحرب الروسية-الأوكرانية، وستضع العالم أمام حقيقة جلية وواقع جديد لا لبس فيه: هناك مواجهة جديدة بين الغرب والشرق، تماماً كما كانت الحال أيام الحرب الباردة. 

"عالم متعدد الأقطاب"

  • قال وانغ يي في موسكو إن العلاقات بين الصين وروسيا "صلبة كالحجر وإنها ستصمد أمام التقلبات التي تشهدها الأوضاع الدولية"، مضيفاً أن بكين وموسكو تمتلكان "فرصة ممتازة لمواصلة التعاون الاستراتيجي الوثيق وحماية المصالح الاستراتيجية المشتركة".
  • يي تحدث أيضاً عن النظام المتعدد الأقطاب خلال لقائه بوتين، وقال إن موسكو وبكين تدعمان "التعددية القطبية وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية"، في إشارة إلى هدف روسي-صيني مشترك يتمثل بمواجهة الهيمنة الأمريكية.
  • روسيا من جهتها، أكدت على لسان مسؤوليها على الموقف الروسي السابق الداعم لبكين في مسألة تايوان وهونغ كونغ وأضافت أن التعاون الاستراتيجي مع بكين "يبقى هو الأولوية بالنسبة لموسكو".
  • كررت الصين تصريحات سابقة لها مفادها أن بعض الدول الغربية تصب الوقود على النار في أوكرانيا [خصوصاً الولايات المتحدة]. ودعت الخارجية في بكين إلى الكف عن ذلك، موضحةً أنها بصدد تحضير خطة للسلام في أوكرانيا. 
  • كانت الخارجية الصينية طالبت الغرب بالتوقف عن إلقاء اللوم على الصين في المسألة الروسية الأوكرانية، والتوقف عن التسويق لخطاب "أوكرانيا اليوم، تايوان غداً".

قوتان نوويتان

  • قال إعلاميون روس إن زيارة شي إلى موسكو في حال تمنت ستكون أقوى بكثير من زيارة بايدن إلى كييف. في الواقع، يرى الإعلاميون الروس الذين يسوقون للحرب ليلاً نهاراً إن زيارة بايدن إلى كييف "غير متكافئة"، بينما ستكون زيارة شي إلى موسكو بمثابة لقاء بين قوتين نوويتين. 
  • ولكن قبل الزيارة هناك الاقتصاد. يرى مراقبون أن الصين تستصعب التخلي عن الغرب اقتصادياً في هذه المرحلة، خصوصاً بعد عامين من كوفيد-19. ذلك أن حجم التبادلات التجارية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفوق بكثير حجم التبادلات مع روسيا. 
  • ولكن الصين في نفس الوقت أقرب إلى روسيا كثيراً من ناحية الإيديولوجيا ونظم الحكم والمواجهة مع الغرب.

دعم عسكري أو خطة للسلام؟

في نهاية الأسبوع الماضي، حذرت الخارجية الأمريكية من أن الصين تتحضر لتزويد روسيا بالأسلحة. في ميونيخ، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لوانغ يي إن الإقدام على خطوة من هذا النوع "ستكون خطاً أحمر بالنسبة لبروكسل". 

وفي حديث مع قناة "إس بي سي" الأمريكية، نبّه بلينكن إلى أن بكين تنظر في إرسال "أسلحة" الى روسيا دعما لهجومها في أوكرانيا، مشدّداً على أن أي إمدادات من شأنها أن تؤدي إلى مشكلة خطيرة.

الصين نفت طبعاً هذه الأنباء وقالت بدل ذلك إنها تحضر لخطة سلام مع إكمال الحرب سنتها الأولى. ولكن أمس الأربعاء، أعلن مسؤول أوكراني رفيع المستوى أن الحكومة الصينية لم تستشر كييف أثناء إعداد الخطة التي من المفترض أن يتم الإعلان عنها هذا الأسبوع.

ويرجح مراقبون أن تكون الخطة الصينية تصب في مصلحة روسيا.