احتفلت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي خلف قضبان السجن في طهران بنيلها جائزة نوبل السلام "في زنزانتها" برفقة سجينات أخريات، وفق ما أفادت عائلتها السبت.
وقالت العائلة في تصريح لوكالة فرانس برس إن نرجس علمت بفوزها بجائزة نوبل السلام "عصر أمس عبر رسائل نقلت إليها من عنبر الرجال الذين يحظون بسهولة أكبر في الاتصالات الهاتفية الجمعة".
وأضافت: "في الأمسية ذاتها، بث التلفزيون الرسمي النبأ في نشرة أخبار الساعة 22,30 من خلال رسم صورة مهينة وتشهير بحقّ نرجس"، مشيرة الى أن "نرجس وزميلاتها السجينات طِرن فرحاً واحتفلن بهذا النصر في زنزانتهن".
وفازت محمدي الجمعة بجائزة نوبل للسلام تقديرًا لنضالها ضدّ قمع النساء في إيران، حيث بات العديد منهنّ يتخلّى عن الحجاب الإلزامي رغم حملة القمع.
وأتى فوز محمّدي بالجائزة عقب موجة احتجاجات شهدتها إيران العام الماضي إثر وفاة الشابة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022 بعد توقيفها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة.
سُجنت محمدي، الناشطة والصحافية البالغة 51 عاما، مرات عدة في العقدين الماضين على خلفية حملتها ضد إلزامية الحجاب ورفضا لعقوبة الإعدام.
وهي نائبة رئيس "مركز الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران" الذي أسسته المحامية في مجال حقوق الإنسان شيرين عبادي، وهي بدورها حائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003.
وفي حديث لوكالة فرانس برس، دعت رئيسة لجنة نوبل، النروجية بيريت رايس أندرس، إيران إلى الإفراج عن محمدي. وكررت الأمم المتحدة هذه الدعوة.
وأشادت عائلة محمدي بـ"لحظة تاريخية في المعركة من أجل الحرية في إيران"، بينما نوّهت واشنطن بـ"شجاعة" الفائزة.
إدانة إيرانية
من جهتها، دانت إيران قرارا "سياسيا". وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني في بيان "نلاحظ أن لجنة نوبل منحت جائزة السلام لشخص أدين بارتكاب انتهاكات متكررة للقوانين وارتكب أعمالا إجرامية".
وأضاف "ندين هذا القرار السياسي الأحادي"، مشددا على أن "ادعاءات خاطئة حول التطورات في إيران قد قُدِّمَت في بيان اللجنة".
وفي رسالة إلى فرانس برس الشهر الماضي من سجنها، قالت محمدي إن الاحتجاجات الأخيرة في إيران "سرّعت عملية تحقيق الديموقراطية والحرية والمساواة في إيران"، وأنها عملية باتت الآن "لا رجعة فيها".
وقد عمدت، مع ثلاث نساء أخريات في سجن إوين، إلى إحراق حجابهن في الذكرى السنوية لوفاة أميني في 16 أيلول/سبتمبر.
وتحتل إيران المرتبة 143 من بين 146 دولة في ترتيب المساواة الجندرية للمنتدى الاقتصادي العالمي.