من قاعدة "غليلوت" إلى مقر نتنياهو.. حزب الله يستخدم طائرة "صياد 107" لاستهداف مواقع حساسة في إسرائيل

منذ 1 شهر 28

أطلق حزب الله ثلاث طائرات مسيرة من جنوب لبنان، حيث استهدفت إحداها مدينة قيساريا، التي تضم مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. الطائرة المسيرة من نفس الطراز كانت قد ضربت سابقا موقع "غليلوت"، الذي يضم قاعدة ووحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "8200"، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حزب الله استخدم نفس نوعالطائرة المسيرة، "صياد 107"، في هجوم آخر استهدف قاعدة تدريب لفرقة جولاني في مدينة بنيامينا جنوب حيفا، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة جنود وإصابة 60 آخرين.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن المسيرة التي انفجرت في قيساريا كانت من نفس النوع الذي استهدف معسكر غولاني، وأنها تعتبر من الطائرات التي يصعب اعتراضها.

ما هي "صياد 107"؟

تعتبر "صياد 107" واحدة من أبرز الطائرات المسيرة المستخدمة من قبل حزب الله في عملياته العسكرية الحديثة. تصنع هذه الطائرة في إيران وتُنتج بكميات كبيرة في لبنان. من المزايا الرئيسية لـ"صياد 107" إمكانية برمجة مسار الطيران لتغيير الارتفاع والاتجاه بشكل متكرر، مما يصعب اكتشافها وتتبعها.

تتمتع الطائرة بمدى يصل إلى 100 كيلومتر، مما يمكنها من تنفيذ مهام استطلاعية وضرب أهداف دقيقة. كما أن حجمها الصغير وتوقيعها الراداري المنخفض يجعلها أقل عرضة للاكتشاف من قبل أنظمة الدفاع الجوية.

تعتمد قدرة اكتشاف "صياد 107" على الحرارة المنبعثة من محركها، وهي خاصية يصعب تحديدها بواسطة الوسائل البصرية التقليدية. ومع ذلك، تمكن حزب الله من تجاوز أنظمة الكشف الإسرائيلية، مما سمح له بشن هجمات ناجحة على أهداف حساسة تابعة للجيش الإسرائيلي.

رغم أن أكثر من نصف الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله تُعترض بواسطة الطائرات المقاتلة أو أنظمة الدفاع مثل القبة الحديدية ومقلاع داود، فإن صغر حجم الطائرات والتوقيع الراداري الضعيف يجعل من الصعب على الأنظمة الدفاعية تتبعها، خصوصاً في المناطق الجبلية حيث تهيمن أصداء الرادار.

تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في كشف واعتراض هذه الطائرات، حيث فشلت العديد من أجهزة الاستشعار في تحديد مواقعها بدقة. ومع استمرار التصعيد، يسعى الجيش الإسرائيلي لتعزيز دفاعاته الجوية، بينما لا تزال الحلول الفعالة للكشف والاعتراض قيد الدراسة والتطوير، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد على أنظمة الاعتراض بالليزر التي يُتوقع أن تدخل حيز التشغيل في منتصف عام 2025.