كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن الثلاثي الأول من عام 2023 قد سجل أكبر حصيلة وفيات للمهاجرين في عرض المتوسط منذ عام 2017 . حيث قضى ما لا يقل عن 441 شخص حتفهم أثناء محاولة يائسة لعبور البحر إلى شواطئ أوروبا أملا في حياة أفضل من تلك التي تركوها وراءهم في بلدانهم الأصلية.
ويبدو أن هذه الحصيلة الثقيلة ما هي إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد، إذ ترى المنظمة الأممية أن هذا الرقم لا يعكس العدد الحقيقي لمن يلقون حتفهم في عرض البحر حيث أن الكثيرين لا يتم إحصاؤهم أو حتى التعرف على هوياتهم.
وقالت الهيئة: "أكثر من 20 ألف شخص قضوا في مياه المتوسط منذ عام 2014 وكل ما نخشاه أن هذا العدد المريع أصبح عاديا، محذرة من أن التأخير في البحث عن ناجين وإنقاذهم يكلفان مزيدا من الأرواح".
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة أن تأخر عمليات الإنقاذ كان عاملا حاسما في ما جرى أثناء 6 حوادث على الأقل منذ بداية السنة إذ تُوفي 127 شخصا على الأقل من بين مجموعة كانت تضم 44 مهاجرا.
وكانت قوات خفر السواحل الليبية قد اتُّهمت بأنها أطلقت النار على عدة سفن إنقاذ إنسانية لمنعها من تقديم المساعدة لمهاجرين تقطعت بهم السبل في عرض البحر.
نفس الاتهام طال عناصر خفر السواحل الإيطالية الذين اتهموا أيضا بتأخير إحدى عمليات الإنقاذ في مارس الماضي ما أدى لوفاة 30 شخصا على الأقل وهو ما تنفيه تلك القوات بقولها إن قارب المهاجرين كان خارج منطقة تدخلها.
وتعمل الأمم المتحدة على التحقيق في مصير عدة قوارب للمهاجرين. حيث لا تزال مفقودة كما أنه ليس هناك أية إشارة لوجود أي ناجين أو بقايا لحطام تلك القوارب لأنه ببساطة لم تتم أية عملية بحث عنها أو إنقاذ لمن كانوا على متنها.
وقد ارتفع عدد المهاجرين القادمين إلى سواحل إيطاليا بنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي ما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة في عدد حوادث غرق السفن التي تقل الباحثين عن ملاذ في القارة العجوز. وقد أدى هذا الوضع إلى إعلان روما حالة الطوارئ لمواجهة تدفق العدد الكبير من المهاجرين حيث بلغ العدد نحو 31 ألفا منذ بداية السنة.