في خطوة مفاجئة، أعلنت الحكومة السودانية، ممثلة بوزير الإعلام جراهام عبد القادر، يوم الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024، تعليق بث قنوات "العربية" و"الحدث" و"سكاي نيوز عربية" داخل البلاد.
وفي بيان رسمي، قال عبد القادر، إن هذا القرار يعزى إلى "عدم التزام" هذه القنوات بالمعايير المهنية والشفافية في العمل الإعلامي وما يصب في مصلحة المواطن السوداني وقيمه".
وأضاف البيان، أنه بناء على ما سبق لم تجدد تراخيص هذه القنوات لمزاولة عملها الإعلامي في السودان.
واندلعت قبل عام تقريبا، في 15 نيسان/ أبريل 2023، حرب طاحنة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويأتي قرار الحكومة السودانية في سياق تصاعد التوتر بين السودان والإمارات، خاصة بعد اتهامات الخرطوم لأبو ظبي بدعم الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي وقوات الدعم السريع السودانية في مواجهة الجيش.
وكانت حكومة السودان قد تقدمت قبل أيام بشكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي ضد أبو ظبي، متهمة إياها بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
ونشرت وكالات الأنباء الرسمية نص الشكوى التي جاء فيها، أن الإمارات قدمت "مختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي والدبلوماسي والمالي، إلى جانب الإمداد بالسلاح والعتاد وجلب المرتزقة من شتى الدول".
واتهم الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، قبل أشهر الإمارات بأنها "دولة-مافيا" سلكت "طريق الشر" بدعمها قوات الدعم السريع.
هذا وطردت الخرطوم في وقت سابق من العام 15 من موظفي سفارة الإمارات وأمرتهم بمغادرة أراضيها.
ونفت الإمارات تقديم أي دعم لحميدتي وقوات الدعم السريع.
وأدّت الحرب بين الجنرالين المتنازعين على السلطة إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير لمنظمة "أكليد" يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية.
كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من ستة ملايين شخص وتدمير معظم النية الأساسية في السودان الذي كان يعدّ حتى قبل اندلاع النزاع، من أفقر بلدان العالم.
وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى المساعدة.
ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الشهر إلى وقف فوري للأعمال القتالية. وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستضغط على المجلس لاتخاذ إجراءات لتوصيل المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون من الجوع في السودان، ربما من خلال السماح بتسليم المساعدات عبر الحدود من تشاد.