♦ الملخص:
رجل يشكو زوجته التي حركت ضده عدة قضايا زورًا وبهتانًا بإيعاز من أمها وأخواتها؛ منها عدم الإنفاق على البيت، والاعتداء عليها، وهي تهينه بألفاظ نابية أمام أبنائه وجيرانه، وهو يصبر من أجل أبنائه، ولا يدري ماذا يفعل: هل يطلقها أو يتزوج بامرأة أخرى؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا في أول الأربعينيات، متزوج من امرأة لا تصلي، منذ نحو عشرين عامًا، ولي من الأبناء أربعة، مشكلتي أن زوجتي تغيَّرت عليَّ كثيرًا، ورفعت عليَّ قضايا عدة ظلمًا؛ منها: ادعاؤها أنني لا أنفق عليها ولا على أولادي، ومنها: قضية تبديد المنقولات الزوجية، ومنها: الاعتداء عليها، ويعلم الله أن ذلك كله افتراء وزُور، وأن هذه القضايا قد رفعتها بإيعازٍ من أخواتها اللاتي لم يتزوَّجْنَ، وأمها التي تُبغضني، والآن زوجتي تطاول عليَّ وتشتمني بألفاظ نابية وتهينني أمام أبنائي وجيراني، بل تشجِّع أبنائي على عصياني، وأنا أصبر عليها من أجل مستقبلهم وخوفًا عليهم من الضياع، وفي الوقت نفسه لا تريد الطلاق، فماذا أفعل؟ هل أُطلِّقها أو أتزوج عليها؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا شكَّ أن العاقل يسعى لاستقرار حياته الزوجية وتماسك أسرته، وهذا الأمر يجب أن يتحمل مسؤوليته الطرفان، وحينما يتخلى أحد الطرفين عن مسؤوليته يحصل الخَلَلُ والنقص، وتنشأ العديد من المشكلات؛ ولذلك لا بد من استشعار مسؤولية هذه العلاقة الزوجية، وكذلك مسؤولية تماسك الأُسرة، وما ينبني عليها من آثار تحمي الفرد من الأضرار المُحتملة حال التنازع.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ [متفق عليه].
أما إذا أبدى أحد الأطراف استياءه وتبرُّمه من هذه العلاقة، فلا بد من فتح قنوات الحوار معه، ومحاولة تصحيح الأوضاع، والنظر إلى الأسباب، هل توجد أسباب منطقية تم إغفال النظر إليها ربما، أو نداءات لتصحيح الأوضاع لم تلتفت إليها؟ فليس من العقل ولا الحكمة تَرْكُ المشكلات عالقة دون حلٍّ، ولا إدخال الأبناء في هذا الصراع.
لا بد من علاج تماسك هذه العلاقة، لا سيما وزوجتك لا ترغب بالطلاق.
وبالنسبة لموضوع ترك الصلاة، فهذه مسألة شرعية مهمة وحسَّاسة، تحتاج التواصل مع أهل العلم الشرعي لطلب الفتوى.
أما مسألة الزواج بأخرى، فهذا أمر آخر ليس له علاقة باستصلاح وضعك الأسري الحالي.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.