كيف نقلت شركة آبل جوّا 600 طنّ من أجهزة آيفون لتجنب رسوم ترامب الجمركية؟

منذ 2 أيام 28

استأجرت شركة آبل سرّاً ست رحلات شحن لنقل 600 طن من هواتف آيفون من الهند إلى الولايات المتحدة في نهاية مارس/آذار، حسبما ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر لم تسمّها.

وأفادت أخبار بأن سعة كل طائرة شحن تبلغ 100 طن. وأن الهدف من هذه الخطوة هو "التغلب" على الرسوم الجمركية القادمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب التقرير.

ووفقاً للحسابات التي أجرتها الوكالة، فقد حملت الطائرات ما مجموعه 1.5 مليون جهاز آيفون.

كما تفاوضت شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة أيضًا على ما يسمى "الممر الأخضر" لتسريع عملية التخليص الجمركي في مطار تشيناي، مما يقلل من العملية التي تستغرق 30 ساعة إلى ست ساعات. وهي ممارسة يقال إن آبل تتبعها بانتظام في الصين، البلد الذي تصنّع فيه الشركة عدداً كبيراً من منتجاتها.

تعمل Apple على زيادة المخزون في الولايات المتحدة لتقليل آثار التعريفات الجمركية على وارداتها من الهند والصين.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أفادت الاثنين بأن الشركة تخطط لإرسال المزيد من أجهزة آيفون من الهند إلى الولايات المتحدة لتعويض التكلفة العالية للتعريفات الجمركية الصينية. وفي العام الماضي، صدّرت الشركة أكثر من 17 مليار دولار (15 مليار يورو) من أجهزة iPhone من هذا البلد الواقع في جنوب آسيا. كما من المتوقع أن يغطي الإنتاج في الهند نصف السوق الأمريكية لأجهزة آيفون.

في الأثناء، فإن مركز الثقل التقليدي للشركة، وهو الصين، عالق في حرب تجارية مع الولايات المتحدة. فقد أعلنت بكين ثاني أكبر اقتصاد في العالم يوم الجمعة عن تعديل تعريفاتها الجمركية على السلع الأمريكية من 84% إلى 125% اعتبارًا من 12 أبريل/نيسان، ردًا على الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الصينية والتي بلغت قيمتها نسبة 145%.

من حهة أخرى، فرض ترامب على الهند رسوما جمركية بنسبة 26% على صادرات نيودلهي إلى الولايات المتحدة قبل أن يبدأ سريان ما يسمى بالتعريفات "المتبادلة" على بعض الدول هذا الأسبوع. لكن في الوقت الحالي، فإن البضائع المستوردة من الهند لا تزال تخضع لرسوم بنسبة 10%.

آيفون مقابل 3000 دولار؟

نظرًا لأن سلسلة التوريد الخاصة بشركة آبل تتمركز أساسا في الصين، ثمة مخاوف من ارتفاع أسعار أجهزة الآيفون وغيرها من المنتجات التقنية اليومية، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وسماعات الرأس، والتي يتم إنتاج الكثير منها في البلد الآسيوي.

وكانت شركة آبل قد صنعت في الصين معظم أجهزة آيفون الخاصة بها ومنذ طرح أول طراز منها في الأسواق قبل 18 عاماً. لكن الآن يبدو أن الولايات المتحدة مقبلة على تجميد التجارة مع بكين، بسبب الحرب التجارية الجارية بما أن كلا الجانبين يفرضان تعريفات جمركية تزيد قيمتها عن 125% على واردات بعضهما البعض.

ووفقًا للخبراء، فإن شركة آبل تحتاج لعدة سنوات حتى تتمكن من تغيير الممارسات التي تتبعها منذ عقود وتنقل سلسلة التوريد الخاصة بها خارج الصين، وقد يكلف ذلك مليارات الدولارات.

في هذا الصدد، قال دان آيفز المحلل في Wedbush Securities: "إن مفهوم تصنيع أجهزة آيفون في الولايات المتحدة غير قابل للتطبيق"، وهو رأي شائع في مجتمع الاستثمار. وقدّر الخبير أن السعر الحالي للجهاز المصنوع في الصين أو الهند والبالغ 1000 دولار أمريكي سيرتفع إلى أكثر من 3000 دولار أمريكي (2647 يورو) إذا انتقلت سلسلة الإنتاج إلى الولايات المتحدة. كما يرى آيفز أن نقل الإنتاج إلى داخل أمريكا، لن يتم على الأرجح قبل عام 2028 على أقرب تقدير. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت عملاق التكنولوجيا الأمريكي على استعداد للقيام بهذا الاستثمار في وقت تشهد فيه السياسات التجارية تطورات متسارعة.

لم تناقش شركة آبل بعد ردها علنًا على تعريفات ترامب الجمركية على الصين، ولكن قد يُطرح الموضوع في الأول من مايو المقبل، عندما سيتلقى تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم أسئلة المحللين خلال مؤتمر دوري تتم فيه مناقشة النتائج المالية للشركة واستراتيجيتها.

وقد انخفض سعر سهم آبل بنسبة 15% وتراجعت القيمة السوقية للشركة بقيمة 500 مليار دولار (442 مليار يورو) منذ أن دخلت رسوم ترامب حيز التنفيذ في 2 أبريل.

وقد تواصلت Euronews مع الفريق الصحفي لشركة آبل للحصول على مزيد من التعليق على شحنة البضائع من الهند إلى الولايات المتحدة.