كارثة سانتو دومينغو: ارتفاع حصيلة قتلى الملهى الليلي في الدومينيكان إلى 184 شخصًا

منذ 5 أيام 29

في لحظات تحوّلت فيها الأجواء من احتفال إلى مأساة، كان ملهى "جيت سِت" الشهير في سانتو دومينغو يعجّ بالموسيقيين والرياضيين والمسؤولين الحكوميين، حين بدأ الغبار يتساقط من السقف فجراً، معلنًا بداية كارثة أودت بحياة العشرات.

أعلنت السلطات المحلية في العاصمة الدومينيكية ارتفاع حصيلة القتلى جراء انهيار سقف ملهى ليلي شهير، سانتو دومينغو، إلى 184 شخصًا.

وفي ظل تلاشي الأمل في العثور على ناجين، تجمّع العشرات من ذوي المفقودين أمام معهد الطب الشرعي، يملؤهم القلق والحزن، في انتظار أي معلومات بشأن مصير أحبّائهم.

من جهته، أكّد خوان مانويل مينديز، مدير مركز عمليات الطوارئ، أن فرق الإنقاذ لا تزال تواصل عمليات البحث في موقع الحادث، رغم عدم العثور على ناجين منذ ظهر يوم الثلاثاء. وقال مينديز في تصريحاته: "لن نتخلى عن أحد... سنواصل العمل حتى النهاية".

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلنت الهيئة الوطنية للطب الشرعي عن التعرف على هويات 54 من الضحايا حتى الآن، في حين لا تزال جهود التعرف على باقي الجثث مستمرة.

وقالت إحدى السيدات التي لم تسمع اسم قريبها ضمن قوائم الضحايا المعلنة: "لا يمكننا الانتظار حتى حلول الليل! سنُصاب بالجنون!".

وفي محاولة لتهدئة مشاعر القلق، دعت فرق الإنقاذ الحاضرين إلى الحفاظ على الهدوء، مؤكدة أنها سلّمت حتى الآن جثامين 28 ضحية إلى عائلاتهم، في حين لم تُعلن بعد عن الحصيلة النهائية للجثث التي تم انتشالها.

لاحقًا، أعلنت الجهات الرسمية عن ارتفاع الحصيلة إلى ما لا يقل عن 184 قتيلاً، بالإضافة إلى أكثر من 200 مصاب، ما يجعل هذا الحادث من أسوأ الكوارث التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.

وتعبيرًا عن غضب الأهالي، صرخ خوسيه سانشيز، الذي لا يزال شقيقه وصهره في عداد المفقودين، قائلًا: "السلطات تبيعنا أحلامًا زائفة!" في انتقاد صريح لما وصفه ببطء عمليات الإنقاذ وغياب الشفافية.

وفي سياق متصل، بدأت السلطات بعرض قائمة أولية بأسماء الضحايا الذين تم التعرف عليهم، وسط استمرار جهود الفحص الجنائي.

وكان ملهى "جيت سِت"، أحد أقدم الملاهي الليلية في سانتو دومينغو والذي يعمل منذ ما يقرب من خمسة عقود، قد استضاف ليلة الحادث حفلًا موسيقيًا صاخبًا حضره عدد من الموسيقيين، الرياضيين المحترفين، والشخصيات الحكومية البارزة.

وبحسب روايات شهود العيان، بدأ الغبار يتساقط من السقف على مشروبات الحاضرين في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، قبل أن ينهار السقف بشكل مفاجئ، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص في الحال، في حين حوصر العشرات في ساحة الرقص المكتظة أثناء تأدية فرقة موسيقية عرضًا حيًّا من موسيقى "الميرينغي".

وفي أعقاب الانهيار مباشرة، تلقى نظام الطوارئ 911 أكثر من 100 مكالمة استغاثة، الكثير منها من أشخاص كانوا لا يزالون عالقين تحت الركام، ما عكس حجم الفوضى والخوف الذي ساد في اللحظات الأولى من الكارثة.

ومن بين الضحايا شخصيات بارزة في عالم الفن والرياضة، حيث أكّدت السلطات أن نجم موسيقى الميرينغي الشهير روبي بيريز كان من بين الذين لقوا حتفهم في الحادث. وكان بيريز يحيي الحفل الغنائي ويؤدي عرضه على المسرح لحظة وقوع الكارثة. وتم العثور على جثته في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وفي بيان منفصل، أعلنت رابطة البيسبول للمحترفين في جمهورية الدومينيكان أن الحادث أودى بحياة اثنين من أبرز لاعبيها السابقين، وهما: أوكتافيو دوتيل، وتوني إنريكي بلانكو كابريرا.

وعلى الصعيد الرسمي، تلقى رئيس جمهورية الدومينيكان، لويس أبي نادر، نبأ الكارثة من نيلسي كروز، حاكمة مقاطعة مونتكريستي الواقعة شمال غرب البلاد، والتي كانت متواجدة داخل الملهى وقت الانهيار. ورغم نجاح فرق الإنقاذ في انتشالها حيّة من تحت الأنقاض، إلا أنها توفيت لاحقًا في المستشفى أثناء خضوعها لعملية جراحية دقيقة.

وفيما تواصل فرق الطوارئ جهودها، أعلنت السلطات أنه تم إنقاذ 145 شخصًا من تحت الأنقاض منذ لحظة وقوع الحادث، بينما تحوّلت عمليات البحث منذ صباح الأربعاء إلى مرحلة انتشال الجثث، في ظل تراجع احتمالات العثور على ناجين.

ولا يزال سبب الانهيار قيد التحقيق، إذ لم تُصدر الجهات المختصة حتى الآن تقريرًا رسميًا حول الأسباب التقنية أو الإنشائية التي أدت إلى سقوط السقف بشكل مفاجئ، في انتظار نتائج فحوصات الخبراء ولجنة التحقيق.