قبلت الخطبة خوفا من العنوسة

منذ 7 أشهر 148

قبلت الخطبة خوفا من العنوسة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/4/2024 ميلادي - 20/10/1445 هجري

الزيارات: 31


السؤال:

الملخص:

امرأة تأخرت بها سن الزواج، وهي ترفض كل من يتقدم إليها، في انتظار الشخص المناسب لها، وقد تقدَّم إليها أخيرًا شخص مقبول، وتشعر أنها تعجلت في الموافقة على الخطبة خوفًا من العنوسة؛ ما جعلها مترددة وحزينة، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا امرأة في الثامنة والثلاثين من عمري، أول خِطبة لي كانت في التاسعة والعشرين، لكنها لم تتم والحمد لله، ثم خطبني شخص جيد، لكن الخطبة أيضًا لم تتم؛ لوفاة والدتي، وأصابني حزن شديد لعدم إتمام هذه الخطبة، وقد تقدَّم بي العمر بحثًا عن الشخص المناسب فيمن يتقدمون إليَّ، والآن تقدم لخطبتي رجلٌ في السابعة والأربعين، مقبول، له عمل، وهو يصلي، لكنه مدخِّن، صليت صلاة الاستخارة، ومضيت في الأمر متجاهلة شعوري بعدم الارتياح، وتمت الخِطبة بشكل سريع، ولم أفرح يومها؛ إذ شعرت أني تعجَّلت خوفًا من العنوسة، والآن أنا مترددة، ووجدت نفسي حزينة كئيبة، حتى إنني لا أريد إلا النوم، وأخشى من عائلتي إن فسختُ الخطبة للمرة الثالثة، فماذا أفعل؟

الجواب:

حياكم الله أختي، وأسأل الله أن يقر عينكِ بالزوج الصالح.

في بداية الأمر أريد أن أتوقف مع ما ذكرتِ من أن العمر تقدَّم بكِ، وما زلتِ تبحثين عن الشخص المناسب، فمن هو الشخص المناسب للزواج؟ كثير من البنات يُردن رجلًا فيه كل ما يرجونه من صفات؛ فهي تريده ذا دين وخُلُق، ووسيمًا وطيبًا، وعمره مناسب، وذا مكانة اجتماعية مرموقة، وعمل جيد، وعائلة معروفة، وغير ذلك، فتظل تبحث وتبحث، وترُدُّ هذا وذاك إلى أن يتقدم بها العمر، وهي لا تشعر، وهنا يضيق حيز الاختيار أكثر وأكثر، ويزداد الضغط عليها لا سيما من الأهل والأقارب وكلام الناس عمومًا؛ لذلك وأنتِ الآن في هذا العمر، وأسأل الله أن يبارك في عمركِ، وأن يقر عينكِ، لا بد من بعض التنازلات، ويكفي التركيز على الأمور الضرورية، التي لا بد منها؛ كالخُلُق والدين والتكافؤ عمومًا، فلا بد أن يكون لديكِ هذه الفكرة حتى ترتاحي ويهدأ بالكِ، ولعل عدم ارتياحكِ الآن سببه ما رسمتِهِ في خيالكِ من مواصفات، تبحثين عنها طوال السنوات الماضية.

أنتِ ذكرتِ أن خطيبكِ يصلي ومقبول، ولديه عمل، وكذلك فارق العمر بينكما مناسب جدًّا، فما الذي لا يريحكِ؟ ما هي الأسباب التي تدعو للرفض؟ وهل هناك وقت الآن وأنتِ قد شارفتِ على الأربعين أن تكرري الرفض، دون أسباب واضحة تستحق؟

فإن كان الرفض لأجل أنه مدخن، فمن حقكِ الرفض، لكن الآن بينكم خطوبة، فتكلمي معه أن يترك هذا الأمر، وأخبريه بحرمته وأضراره الصحية، ونرجو من الله أن يستجيب.

لو كنتِ قد تعجَّلتِ في الخطوبة، فأنا أنصحكِ بالتريُّث الآن، قبل أن تُقبلي على فسخها؛ حتى لا تندمي، فلا بد من أسباب واضحة تستحق.

استعيذي بالله من الشيطان، واجلسي مع نفسكِ جلسة في هدوء، واكتبي مميزات هذا الخاطب وسلبياته، وقارني بينهما، وكذلك انظري لِما هو مشترك بينكما، والأهل يسألون عنه جيدًا، واستخيري كثيرًا، وفي النهاية القرار قراركِ؛ إن وجدتِ في نفسكِ الرفض ما زال قائمًا، فلا تخشَي أيَّ لوم؛ لأن هذه حياتكِ وأنتِ التي ستعيشين، لكن أهم شيء أن نقرر قرارًا صحيحًا؛ حتى نستطيع أن نتحمل تبِعاته، ولا نندم عليه.

وأسأل الله أن يوفِّقكِ لِما فيه الخير، وأن يزوِّجكِ بالرجل الصالح الذي يقر عينكِ.