بقلم: يورونيوز مع ا ب • آخر تحديث: 13/02/2023 - 11:00
سوريون ينتشلون بعض المقتنيات من بيتهم الذي دمره الزلزال في الأتارب شمال غربي سوريا - حقوق النشر AP Photo
بعد سنوات من الحرب، يعاني سكان المنطقة المنكوبة التي ضربها الزلزال في شمال غرب سوريا من وضع جديد يزداد سوءا يوما بعد يوم.
في الأتارب، المدينة التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة السورية بعد سنوات من القتال مع قوات النظام السوري، يحفر الناجون بين أنقاض منازلهم، ملتقطين بقايا حياتهم الممزقة، في منطقة توالت عليها الكوارث والأزمات الإنسانية وأنهكتها الحرب.
من بين الأنقاض، يرفع السكان بالمجارف بعض الأعمدة المدمرة من أنقاض مبنى مهدم من أجل تسوية الأرض التي كان مبنيا عليها.
عشرات العائلات النازحة حديثًا تجمعت لتناول وجبات ساخنة من متطوعين محليين والحكومة المحلية التي تديرها المعارضة. أحد المواطنين يتنقل من خيمة إلى أخرى ليوزع مبالغ نقدية في مأوى مؤقت، معطيا حوالي 18 دولارًا لكل أسرة.
هنا يقوم السوريون بما قاموا به على مدى سنوات من الأزمات: يعتمدون على أنفسهم ويلملمون حطام حياتهم ويتطلعون للأمام.
حِكمت حمود، الذي نزح مرتين بسبب الصراع المستمر في سوريا قبل أن يجد نفسه محاصرًا لساعات تحت الأنقاض، يقول: "نحن نلعق جراحنا".
المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة تضررت بشكل كبير جراء الزلزال. قبل الزلزال، كانت هذه المنطقة التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين نسمة تعاني أصلا من قصف النظام السوري ومن فقر مدقع.
الكثيرون ممن يقطنون هنا هُجّروا من مناطق سورية أخرى واضطروا للعيش في الخيام أو في مبان متهالكة إثر القصف المستمر. الزلزال المميت جاء ليقتل الآلاف منهم ويتسبب في نزوح العديدين مجددا. حتى أن بعضهم اضطروا للنوم في مزارع الزيتون وسط ظروف شتوية قاسية.
يقول فارس أحمد عبده، وهو أب لطفلين ويبلغ من العمر 25 عاما، والذي نجا من الزلزال: "لقد فقدت كل شيء".
فقد فارس بيته الذي بناه قبل فترة قصيرة ومحل تصليح الدراجات النارية الذي كان يكسب منه لقمة العيش. والآن، اضطر فارس وزوجته وولداه الإثنان وأمه المريضة مجددا للعودة إلى العيش في خيمة صغيرة، دون كهرباء أو صرف صحي.
ويختم فارس بالقول: "أنا في انتظار أي مساعدة"