بقلم: Aseel Duzdar & يورونيوز
اكتشفت بعد السنين الطويلة، والأيام الجميلة والأوقات الصعبة أن زوجها كان يؤذيها مباشرة، بل يغتصبها ويدعو غيره لاغتص. طلقته طبعا. هذه قصة سيدة فرنسية شجاعة، تحولت في الأشهر الماضية إلى أيقونة داخل فرنسا وخارجها، للناشطين في مكافحة العنف الجنسي. والآن يبدو أن الجناة سوف يواجهون أقصى العقوبات.
كانت صدمة كبيرة أول الأمر، وبعد ذلك تحولت الضحية الجريئة إلى أيقونة. والآن، تستمر محاكمة اغتصاب في فرنسا ذات فصول طويلة، وتدخل مرحلة جديدة، يوم الاثنين.
إذ بدأ المدعون العامون في وضع الأحكام والعقوبات التي يطالبون المحكمة بأن توقعها على عشرات الرجال المتهمين باغتصاب السيدة الفرنسية جيزيل بيليكوت (71 عاما).
لقد كان يتم اغتصابها وهي تحت تأثير المخدرات التي كان زوجها يعطيها إياها دون أن تعلم فتفقد الوعي وتنهشها الوحوش البشرية.
أصبح التركيز اليوم على دومينيك بيليكوت، الرجل الذي تزوجته جيزيل بيليكوت لمدة 50 عامًا تقريبًا، وكانت تعتقد أنه زوج محب وحنون.
"فترة طويلة.. وغير كافية"
امتدت جلسات المحاكمة على مدار ثلاثة أشهر تقريبا، واقتربت محاكمة 51 متهمًا في مدينة أفينيون الجنوبية من الانتهاء.
اعترف من كان يدعى زوجها، أنه كان يخلط المهدئات في طعامها وشرابها حتى يتمكن من اغتصابها لسنوات، وأنه دعا العشرات من الغرباء الذين وصل إليهم عبر الإنترنت لاغتصابها أيضًا. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة أحكامها قبل العشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
تعرضت للاغتصاب من زوجها و50 رجلاً: كيف أصبحت جيزيل بيليكوت رمزاً فرنسياً لمكافحة العنف الجنسي؟
طلبت المدعية العامة لور شابود من هيئة القضاة إيقاع أقصى عقوبة ممكنة في حق زوج الضحية السابق، ما يعادل عشرين عاماً. وقالت: "عشرون عاماً بين الجدران الأربعة للسجن. إنها فترة طويلة وغير كافية في الوقت نفسه" لمتهم بجريمة الاغتصاب المشدد.
كان دومينيك، الذي سيبلغ الثانية والسبعين من عمره هذا الأسبوع، يحدق في الأرض ويده على مقبض عصاه، بينما كانت المدعية العامة تتحدث.
جيزيل بيليكوت، تنازلت عن حقها في عدم الكشف عن هويتها، وطالبت بتقديم صور صادمة في قاعة المحكمة، التقطتها زوجها أثناء عملية الاغتصاب. تظهر السيدة وهي فاقدة للوعي وخاملة، وكانت تشخر بصوت مسموع.
عشرون معتدٍ آخرون
جلست جيزيل بيليكوت بهدوء وهي تستمع إلى المحاكمة، وتحدق في السقف أحيانًا، بينما شرح المدعون العامون كيف جمع طليقها مكتبة تضم 20 ألف صورة وفيديو للانتهاكات التي امتدت على مدار عقد من الزمن تقريبا.
لم يقتصر الأمر عليه، بل شمل رجالا آخرين. وقادت الأدلة التي خزنها على الأقراص الصلبة وبطاقات الذاكرة والهواتف المحققين إلى عشرات الرجال الذين جندهم، على الرغم من عدم تحديد هوية حوالي 20 آخرين.
إن المتهمين وحالات الاغتصاب المزعومة كثيرة لدرجة أنه كان من المتوقع أن يستغرق المدعون ثلاثة أيام لتلخيص الأدلة وتفصيل الأحكام والعقوبات التي يريدونها.
إلى جانب الزوج السابق، طلب المدعون العامون أحكامًا تصل لمدة 10 سنوات أو أكثر للمتهمين المشاركين، الذين يحاكمون أيضًا بتهمة الاغتصاب أو محاولة الاغتصاب.
وكان دومينيك بيليكوت قد أقر في وقت سابق أمام المحكمة، وانفجر باكيا، وأكد أنه مذنب، مؤكدا جميع اتهامات الموجهة إليه. وقال إن جميع المتهمين الموجودين معه كانوا يعرفون بالضبط ما كانوا يفعلونه، عندما دعاهم إلى منزله في بروفانس بين عامي 2011 و 2020 لممارسة الجنس مع زوجته عندما تكون فاقدة للوعي وغير مدركة لما يحصل. ولم يجد صعوبة في العثور على العشرات من الرجال للمشاركة في فعلته النكراء.
فرنسا: الضحية المغتصبة من عشرات الذكور بدعوة من زوجها تدلي بشهادتها أمام المحكمة
في الأسابيع السابقة من الإدلاء بالشهادة، قال العديد من المتهمين للمحكمة إنهم لم يتخيلوا أن دومينيك بيليكوت كان يخدر زوجته، وقالوا إنه أخبرهم أنها كانت مشاركة طوعية في تمثيل خيال منحرف.
وقالت محامية دومينيك بيليكوت، بياتريس زافارو، إن طلب الادعاء بفرض أقصى عقوبة ممكنة ضده كان مبررًا "نظرًا لخطورة الوقائع وخطورة الأفعال التي اتهم بها". وأضافت "كنت أتوقع ذلك شخصيا، لكنه يظل حكما صادما وثقيلا على رجل سيبلغ 72 عاما بعد أيام قليلة".
قالت شانتال كريمون، إحدى مؤيدات جيزيل التي سافرت من غرب فرنسا: "نشعر أن هذا مفيد لها. وهو مفيد لنا أيضًا، لأنها تحدث فرقًا حقيقيًا عندما يتعلق الأمر بالنسوية..إنها تقف كضحية، وتقلب الأدوار. إنه أمر مهم للغاية".