عرض بوتين للسلام يواجه انتقادات عديدة: يسعى إلى خلق خلافات بين الدول الداعمة لأوكرانيا

منذ 5 أشهر 82

تنص المبادرة على أن روسيا ستعلن الوقف الفوري لإطلاق النار، واستعدادها للتفاوض، بمجرد تخلى كييف بشكل كامل عن أراضي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا وشبه جزيرة القرم.

رفض المستشار الألماني أولاف شولتس شروط سيد الكرملين فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا وبدء محادثات سلام. 

ووعد الرئيس الروسي الجمعة بإصدار أمر "فوري" لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات في حال سحبت كييف قواتها من 4 مناطق أوكرانية شرق وجنوبي البلاد، كانت موسكو قد أعلنت ضمها في عام 2022، وإذا تخلت جارة موسكو عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال شولتس في حديث مع شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية، على هامش قمة مجموعة السبع في جنوب إيطاليا يوم السبت، إن ما اقترحه بوتين كان محاولة "لتحويل غارته الإمبريالية إلى وثائق".

وأضاف المستشار الألماني، أن بوتين أراد من خلال اقتراحه "طمس حقيقة أنه هو من بدأ حربا وحشية، ويواصلها بلا هوادة… ومن ثم يريد خلق خلافات سياسية وداخلية بين الدول الداعمة لأوكرانيا".

وأكد شولتس أن "ما نحتاجه ليس سلاما يملى علينا، بل نحتاج سلاما عادلا ومنصفا يحترم سلامة وسيادة الأراضي الأوكرانية".

"مبادرة دعائية"

من جانبها، رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، شروط بوتين، مشيرة إلى أنها بمثابة "دعاية".

وعلقت ميلوني بتهكم على كلام بوتين، وقالت خلال المؤتمر الصحافي الختامي لقمة مجموعة السبع: "أن نقول لأوكرانيا إن عليها الانسحاب من أوكرانيا لا يبدو لي أمراً فاعلاً كاقتراح تفاوض".

وأضافت أن الأمر "يبدو أشبه بمبادرة دعائية".

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، علق ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" على شروط بوتين.

وقال ستولتنبرغ، إنه "لا ينبغي لأوكرانيا أن تسحب قواتها من أراضيها، ولكن يتعين على روسيا أن تسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية المحتلة".

وقال شولتس، إن مؤتمر السلام الذي انطلق السبت في سويسرا، يعتبر خطوة أولى مهمة في هذا الاتجاه، حتى وإن لم يتم البت في القضايا الرئيسية هناك بعد.

وعشية اجتماع يضم حوالي 60 رئيس دولة وحكومة في مؤتمر سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا، أعلن بوتين خلال اجتماعه مع قيادة وزارة الخارجية الروسية مبادرة للتسوية السلمية في أوكرانيا.

وتنص المبادرة على أن روسيا ستعلن الوقف الفوري لإطلاق النار، واستعدادها للتفاوض، بمجرد تخلى كييف بشكل كامل عن أراضي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا وشبه جزيرة القرم.

ودعا بوتين في مبادرته كييف أيضا، إلى تنفيذ عملية نزع طوعي للسلاح، وتفكيك البنى التنظيمية للنازية في أوكرانيا، وقبول وضعية الحياد وعدم الانحياز لأي تكتل سياسي ـ عسكري، والخلو من الأسلحة النووية، كما دعا الدول الغربية إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا.