شي لرئيس الوزراء الإسباني: على بكين والاتحاد الأوروبي التصدي لـ"تنمر ترامب التجاري"

منذ 4 أيام 22

وفي أول تعليق علني له على الرسوم الجمركية التي فرضها الزعيم الجمهوري الأسبوع الماضي والتي هزت الأسواق العالمية، شدد شي على أنه "لا يوجد منتصر في أي حرب تجارية"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يؤدي دورا محوريا في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي.

من جهته، دعا سانشيز إلى إجراء حوار بين الصين والولايات المتحدة بهدف تخفيف التوترات. كما أكد على ضرورة تحقيق علاقة أكثر توازنا بين بكين والاتحاد الأوروبي، الذي يتكون من 27 دولة ويواجه بدوره مشكلات تجارية مع الصين.

ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، قال شي لسانشيز خلال محادثاتهما في بكين إنه "لطالما اعتبرت الصين الاتحاد الأوروبي قطبا مهما في عالم متعدد الأقطاب، وهي من الدول الكبرى التي تدعم بقوة وحدة ونمو الاتحاد".

وأضاف شي أنه "يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي الوفاء بمسؤولياتهما العالمية، والعمل سويا على حماية مسار العولمة الاقتصادية والبيئة التجارية الدولية، ومواجهة أعمال التنمر الأحادية بشكل مشترك".

وفي انعطافة مفاجئة، أعلن ترامب يوم الأربعاء عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها على العديد من الدول، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لمدة 90 يوما. 

وفي المقابل صعد مواجهته مع بكين، رافعا الرسوم على الواردات الصينية إلى أكثر من 145%، وردت الصين بفرض رسوم بنسبة 125% على الواردات الأمريكية.

وأعرب سانشيز  عن أمله في أن تستغل المفوضية الأوروبية مهلة الـ90 يوما للتفاوض باسم الاتحاد الأوروبي على "أفضل اتفاق ممكن" مع واشنطن. 

ومن جانبه، علق الاتحاد الأوروبي مؤقتا الرسوم الجمركية الانتقامية التي كان يعتزم فرضها على المنتجات الأمريكية.

"لا رابح"

وفي إشارة غير مباشرة إلى ترامب أو الولايات المتحدة، شدد شي على أنه "لا يوجد منتصر في حرب الرسوم الجمركية"، ليرد عليه سانشيز قائلا: "الحروب التجارية ليست جيدة – العالم يحتاج إلى حوار بين الصين والولايات المتحدة".

ويسعى سانشيز من خلال زيارته الثالثة إلى بكين في غضون ثلاث سنوات، إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية مع الصين، في ظل التأثيرات العالمية الناتجة عن سياسات ترامب التجارية. كما يهدف إلى تحويل إسبانيا إلى وسيط بين الصين والاتحاد الأوروبي لجذب مزيد من الاستثمارات الصينية.

ورفضت مدريد تحذيرات أمريكية سابقة من أن التقارب مع بكين بمثابة "قطع للوريد".

وأوضح سانشيز أنه "نرى فرصا لتعزيز العلاقات، ولكن من الضروري أن تبدي الصين تفهما لمطالب أوروبا بشأن علاقات أكثر توازنا"، في إشارة إلى العجز التجاري الذي يعاني منه الاتحاد الأوروبي مع الصين، والذي تجاوز 300 مليار دولار في العام الماضي.

ويصف الاتحاد الأوروبي الصين بأنها "شريك للتعاون، ومنافس اقتصادي، وخصم منهجي".

وخلال مؤتمر صحفي عقده في السفارة الإسبانية في بكين، أعلن سانشيز أن البلدين وقعا اتفاقيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم وصناعة السينما، إلى جانب بروتوكولات تتعلق بصادرات لحم الخنزير والكرز.

ووفقا لوكالة "شينخوا"، دعا شي إلى استغلال إمكانيات التعاون بين الصين وإسبانيا في مجالات الطاقة المتجددة، والتصنيع عالي التقنية، والمدن الذكية.

وتجذب الاستثمارات الصينية في إسبانيا اهتماما كبيرا داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة أنها تتركز في مجالات التكنولوجيا المتقدمة – مثل البطاريات، والمركبات الكهربائية، والهيدروجين – وهي مجالات تتأخر فيها أوروبا مقارنة بالصين.