هكذا بدا المشهد في غزة بعد أن قصفت مُسيرات إسرائيلية سيارات تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي وقتلت ستة عمال أجانب وسائقًا فلسطينيًا.
تداولت وسائل الإعلام صورا وفيديوهات لسيارة متفحمة تابعة لمنظمة الإغاثة العالمية التي استهدفتها غارة جوية إسرائيلية، وقتلت ستة من عمال الإغاثة الدوليين بمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية فضلًا عن سائقهم الفلسطيني، بينما كانوا عائدين من تسليم مساعدات في غزة.
وكانت جثث عمال المنظمة الخيرية قد نقلت إلى مستشفى بمدينة دير البلح وسط القطاع وكانوا يرتدون ملابس واقية تحمل شعار المؤسسة الخيرية.
ومن بين القتلى ثلاثة مواطنين من بريطانيا، وأسترالي، وبولندي، ومواطن مزدوج الجنسية أمريكي وكندي، بحسب ما أكدته سجلات المستشفى.
وكان نائل عليان، وهو مواطن فلسطيني نازح، في خيمته وسط غزة عندما سمع صوت انفجار قوي بالقرب منه في وقت متأخر من يوم الإثنين. وقال إنه هرع إلى مكان الحادث ورأى أربع جثث على الأقل يتم نقلها بعيدا.
"كنت جالسا هناك، خيمتي على بعد حوالي 100 أو 150 مترا. عندما سمعنا الضربة، هرعنا إلى مكان الحادث. ووجدنا الناس يتجمعون حول هذه السيارة. (...) وجدنا بأنّ أحد الجرحى، أو من في الداخل، كان أجنبيًا. عدد الأبطال، الشهداء، المغاوير الذين جاؤوا في مهمة إنسانية من مختلف أنحاء العالم لمساعدة هؤلاء الأشخاص المحتلين، كان عددهم حوالي أربعة أشخاص. لكن بعضهم أصيب بجروح خطيرة وتوفوا بسرعة".
قصف عن طريق "الخطأ"
من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي إنه يجري مراجعة "لفهم ملابسات هذا الحادث المأساوي"، معترفا بأنه القصف تم عن طريق الخطأ ودون قصد.
وقالت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية التي أسسها الشيف الشهير خوسيه أندريس إنها ستعلق عملياتها على الفور في المنطقة.
ويشكل هذا الهجوم انتكاسة كبيرة محتملة لجهود إيصال المساعدات عن طريق البحر حيث تفرض إسرائيل قيودا شديدة على الوصول إلى شمال غزة، في الوقت الذي يؤكد فيه الخبراء أنّ المجاعة وشيكة.