في محطة أوكرانية للطاقة، يصلح عاملان سلكا كهربائيا ويعيدان ربطه ببرج مرتفع، فيما ينشغل آخرون حول قضبان نحاسية كبيرة متلفة، وذلك في محاولة لإعادة تشغيل هذه المنشأة التي تضررت جراء الضربات الروسية على البنى التحتية.
طلب مشغل المحطة الذي نظّم جولة لصحافيين، من بينهم مراسلون من وكالة فرانس برس، في الموقع الخميس، عدم الكشف عن اسم المكان التي توجد فيه هذه المحطة للطاقة الحرارة لأسباب أمنية.
تنفّذ روسيا ضربات منذ أكثر من أسبوعين على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما أدى إلى تدمير ما لا يقل عن ثلث الشبكة مع اقتراب فصل الشتاء.
ونتيجة لذلك، ومن أجل تجنب الضغط على شبكة التوزيع بكاملها، قُطع الإمداد اليومي للكهرباء لساعات عدة منذ أيام في عدد من المناطق، من بينها كييف.
وقالت السلطات هناك الجمعة إن قطع الكهرباء سيصل إلى مستويات "غير مسبوقة".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن حوالى أربعة ملايين شخص في كل أنحاء البلاد تضرروا من انقطاع التيار الكهربائي: ليس في كييف ومحيطها فحسب بل أيضا في جيتومير وبولتافا وريفني وخاركيف وتشرنيهيف وسومي وتشيركاسي وكيروفوغراد.
الاحتماء من القصف
في كل مرة تصيب الضربات الروسية جزءا من الشبكة، يهرع الموظفون في المنشأة المتضررة للقيام بعمليات التصليح.
في المحطة التي زارتها وكالة فرانس برس والتي تديرها شركة الكهرباء الأوكرانية الخاصة "دتيك"، أصابت الضربات بشكل أساسي المنشآت الخارجية، خصوصا المحولات وخطوط التوزيع.
وقال بافلو، وهو أحد الموظفين "إنها المرة الأولى التي نواجه فيها أضرارا مماثلة". استُهدفت المحطة مرتين بالصواريخ، ومرة ثالثة بطائرة مسيّرة إيرانية الصنع.
وأضاف "أعمال الإصلاح جارية منذ أكثر من أسبوعين".
وأوضح "لا نعلم كم من الوقت سيستغرق الأمر. يتوقّف ذلك على المواد التي يتعين علينا الحصول عليها وتسليمها وتركيبها.. إنها عملية طويلة".
وتابع "هناك صعوبات تتمثل في أن المعدات التي تضرّرت فريدة من نوعها ومن الصعب العثور على الأجزاء نفسها، فيما يحتاج إنتاج أجزاء جديدة إلى وقت طويل للغاية".
في كل مرة تطلق صفارات الإنذار، يتعين عليهم ترك الأدوات والذهاب إلى الملجأ الواقع في طابق سفلي تحت المنشأة.
استمر هذا الهجوم قرابة ساعة ونصف الساعة. وبغية تمرير الوقت، كان العمال يلعبون الورق والدومينو، أو يتابعون آخر الأخبار على هواتفهم.. أو يستسلمون للنعاس.
وقال بافلو "نحن نعمل بأقل عدد ممكن من الموظفين".
وأوضح "نحاول تقليل عدد الضحايا المحتملين" مضيفا أن أحد عمال دتيك لقي حتفه وأصيب 11 آخرون في الضربات التي تستهدفهم منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر.