شهدت سلسلة جبال البرانس أو البيرينيه، التي تمثل الحدود الطبيعية بين إسبانيا وفرنسا، اختفاء 28 نهرًا جليديًا منذ عام 1984.
ويقول علماء من معهد البيرينيه للإيكولوجيا (IPE) إن الصفائح الجليدية الـ17 المتبقية شهدت خسارة متوسطة في سمك الجليد تقدّر بمترين خلال الصيف الذي سجل العام الماضي رقماً قياسياً بارتفاع درجات الحرارة.
ويلقي العلماء باللوم على تغير المناخ، وعلى وجه الخصوص زيادة درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية في منطقة البرانس مقارنة بالقرن التاسع عشر.
وعام 1984، خلصت دراسة إلى وجود 45 نهرًا جليديًا في جبال البرانس. الآن، يتبقى 17 فقط.
انخفاض كبير
بدأ قياس عمق الثلج في جبال البرانس الإسبانية في منتصف الثمانينيات، ويظهر هذا العمق اليوم انخفاضًا كبيرًا، خاصة في الربيع على ارتفاعات تزيد عن 2000 متر.
لتحليل الخسارة السنوية للجليد، استخدم العلماء صورًا من الأقمار الصناعية عالية الدقة، وقارنوها بالبيانات التي تم الحصول عليها من الزيارات الميدانية والنماذج ثلاثية الأبعاد للتلال الجبلية التي تم إنتاجها الصيف الماضي بمساعدة طائرات بدون طيار.
وتوصل العلماء إلى نتيجة أن ارتفاع الحرارة الصيف الماضي أدى إلى خسائر تصل إلى 5 أمتار من سمك الجليد في أجزاء من بعض الأنهار الجليدية الأسرع ذوبانًا. وفي الأنهار الجليدية الأصغر، تراجع الجليد واختفت بعض التلال التي نحتها الزمن.
ولتبقى متجمدة، تحتاج معظم الأنهار الجليدية إلى أن يبقى ربع سطحها على الأقل بمتوسط درجة حرارة سنوية تقل عن 0 درجة مئوية. ولكن مع زيادة الاحتباس الحراري، فإن درجة الحرارة كان بمعدل صفر على ارتفاع أكثر من 3000 متر وهي تستمر في الارتفاع.
وهذا يعني أن الأنهار الجليدية المتبقية في جبال البرانس يمكن أن تختفي في غضون سنوات قليلة.
والعصر الجليدي الصغير، الذي حدث بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر، هو آخر مرحلة تقدم عالمي لمعظم الأنهار الجليدية الجبلية في جميع أنحاء العالم.
منذ ذلك الحين، كان الانخفاض في كتلة الأنهار الجليدية مستمرًا، ولم يتوقف إلا بفترات قصيرة من الاستقرار.